أما دراسة الأكاديمي محمد الأمين موسى التي تناولت البعد الإيكولوجي لاقتصاديات الصحافة الإلكترونية العربية، فرصدت تحديات كبيرة تواجه الاستثمار في مجال الصحافة الإلكترونية لاسيما إذا انطلق المستثمر من النموذج الاقتصادي الذي اتبعته وسائل الإعلام التقليدية؛ لذا تحتاج الصحافة الإلكترونية إلى نموذج اقتصادي يتواءم مع الخصائصالتواصلية لشبكة الويب والتواصل الإنساني عبر الإنترنت، ويستجيب للمستجدات التي تظهر مع تَغ حاجيات المتلقين للمحتوى الإعلامي وتَغَّ عاداتهم في التلقي؛ فثمة خدمات جديدة تظهر بكيفية متسارعة وتحتاجمن يكتشفمكامن الربح فيها ويستغلها في الوقتالمناسب. وقدّم الدكتور موسى نموذجًا لاقتصاديات الصحافة الإلكترونية العربية يرسم الملامح العامة لتنوع المداخيل (مداخيل الإعلانات، والاشتراكات، والخدمات التحريرية، والملفات الترويجية) مع التركيز على جودة المحتوى الإعلامي والقدرة على الاستفادة من مواهب الموارد البشرية ومهاراتها في تقديم خدمات إعلامية لا تتوفر في فضاءات الويب مجانًا، خاصة تلك المؤسساتوالجهاتالتي تبحثعن المحتوى المثمر. وفيما يتعلق بحدود تطبيق هذا النموذج وإمكانية مواكبته للمستجداتوقدرته على التكيف في المجتمعات العربية المختلفة والتي يتباين تعاطيها مع الإعلام منحيث الظروف التي توفرها الجهات الرسمية أو منحيثعادات التلقي، يرى الدكتور موسى: - هذا النموذج الاقتصادي لا يهتم بالمداخيل التي تتخذ طابع الدعم سواء تعلق الدعم بجهاتحكومية أو مراكز نفوذ لها مآربغير اقتصادية (والمآرب الاقتصادية تعني تقديم تمويل يتم استرداده من خلال النشاط الذي تقوم به المؤسسة زائدًا الأرباح)؛ فالدعم يجعل مكونات النموذج الاقتصاديللمؤسسة الإعلاميةمجرد دخلثانويلاتناضل المؤسسة منأجل الحصول عليه. - نجاح هذا النموذج رهين بأداء العاملين في المؤسسة الإعلامية الإلكترونية والقائمين على أمرها انطلاقًا من وعي اقتصادي يجعل إعداد المحتوى وإعداد الشكل أكثر تلبية لحاجيات المتلقي-المستهلك. والسؤال الرئيسهنا الذييحتاجإلىإجابة مسبقة: ما الذييجعلالمتلقييدفع مقابل الحصولعلى الخدمة الإعلامية التي تُقدّمها المؤسسة الإعلامية الإلكترونية؟ - هناك تفاعلوتكاملوانسجام بين المكوناتالأربع للنموذج؛ فكل مكونيخدم المكونات الثلاثة الأخرى من خلال التمايز عنها وتقديم خدمات تناسب فئة معينة من الجمهور؛ الأمر
290
Made with FlippingBook Online newsletter