وترى الدكتورة السيد أن هناك مسارات عديدة تستطيع الصحف الإلكترونية المضي قدمًا فيها لتتكيّف مع واقع الاستحواذ المتزايد لشبكات التواصل الاجتماعي على اهتمامات المستخدمين الإخبارية إلا أنجميع هذه المسارات يؤدي إلى مساحة واحدة وهي الاتصال المباشر مع جمهور الشبكات والبحث عن نطاقات تعاون مشتركة لإنتاج محتوى إعلامي بشكل جديد على أن تشمل الاتصالات كّ من الجماهير المتفاعلة على التطبيقات العالمية وكذلك التطبيقات المحلية. لكن يبدو أن استمرار مواقع الصحف الإلكترونية مرتهن بشكل أساسي بالنجاح في مواجهة التحدي الاقتصادي. فربما تنجح سياسات المواجهة المهنية لبعض الوقت في جذب اهتمام الجمهور إلا أنه ليسمن المتوقع أن تصمد على المدى البعيد في ظل التطورات التقنية التي يبدو أنها تعمل لصالح تطبيقات الاتصال عبر الهواتف المحمولة والمرتبطة في الأساس بشبكة العلاقات الشخصية. ولذلك، فإن استفادة مواقع التواصل الاجتماعي من هذه التطورات سيكون أكبرمن استفادة مواقع الصحفالإلكترونية إلا إذا تخلتالمؤسسة الصحفية عن نافذتها التقليدية لتزويد الجمهور بالخدمة الصحفية وفكّكتمحتواها فيشكل تطبيقات متخصصة يتم إعادة تأهيل محرري الأقسام للتعامل معها، يختار منها الجمهور ما يناسب اهتماماته على أن يتم دمجمحتوى التطبيقاتمع محتواها المنشور عبرحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يجبتحريره بشكل يزيد من شغف القارئ بزيارة موقع الصحيفة لمعرفة الأبعاد الكاملة للقصة الإخبارية. وفي سياق البحث في تأثيرات أزمة جائحة كورونا على صناعة الصحافة والميديا، ينظر الأكاديمي، الدكتور الصادق الحمامي، إلى انعكاسات هذه الأزمة ومظاهرها باعتبارها كاشفة لأزماتسابقة ولإشكاليات قديمة وهيكلية ذات بُعْد نسقي تعلمت منها صناعة الميديا بشكل عام؛ فالأزمة لا تأتيوالصحافة والميديا فيصحة جيدة. ويتمثّلهذا البعد النسقي للأزمةفيعدة مستويات، منها: انهيار بيئة الأخبار الذيهو ذوطابع نسقيأيضًا الذييتجسّدفيانتشار الأخبار الكاذبة بسبب الميديا الاجتماعية التي تسهمفي توسيع قدرات الناسعلى إشاعة الأكاذيبوعلى ، وفي انهيار المؤسساتالتيكانعليها مسؤولية نشر " الصحاري الإخبارية " الدعاية، وفي انتشار الأخبار واستحواذ المنصاتالاجتماعية على مسالكتوزيع المعلوماتوعلى الإعلان الرقمي. وجائحة كورونا 2009 ويرى الدكتور الحمامي أن الدرس الأساسي المستخلصمن أزمتي هو أن الحلول المبتكرة التي انتهجتها الصحافة الإلكترونية لا تتوافر شروطها في العالم العربي لأسباب عديدة، منها أو ً: أن استراتيجية المضمون بمقابل تقتضي أن تكون هناك بيئة رقمية
295
Made with FlippingBook Online newsletter