تصبح فيها تكنولوجيات الدفع الإلكتروني متوافرة ومتاحة وثقافة الدفع عن بُعْد راسخة، وهذا ما لا يتوافر إلى الآن في غالبية الدول العربية التي لم تترسّخ فيها بعد سلوكيات التجارة الإلكترونية، إضافة إلى أنخدمة المضمون الرقمي تقتضيوقتًا طويً حتى تصبح راسخة. وتتمثّل الصعوبة الثانية فيمحدودية قدرات المواطنينعلىشراء المضامين الصحفية؛ ما يعنى أن الصحافة بمقابل هي صحافة بالضرورة نخبوية مخصصة لمن له القدرة على الدفع، والحال أن ثقافة المضمون المجاني أو الذي يتم الحصول عليه بواسطة تقنيات القرصنة منتشرة في العالم العربي. أما الصعوبة الثالثة، فتتعلق بقدرات المؤسسات الصحفية على إنتاج المضامين الجيدة التي تستحق أن َُوّل إلىمضامينيدفعمن أجلها الناسمقاب ً. وهذه المضامينعلىغرار التحقيقات والاستقصاء وصحافة البيانات والصحافة التفسيرية وصحافة التحري والتي يُطلق عليها صحافة الجودة تحتاج إلى موارد مالية وبشرية مهمة وإلى سياق سياسي مُواتٍ لا يتوافر الآن في ظلغياب الحرياتوسيطرة الدولة على الميديا والصحافة. ويضيف الباحث إلى هذه الصعوباتكلها غيابسياسة عمومية فيمجال الميديا هدفها دعم الصحافة المستقلة كما هي الحال في السياقات الأوروبية على وجه الخصوص التي لا يمكن أن تستمر فيها الصحافة المستقلة وحتى الخاصة دون هذه المساعدات. وفي دراسته لواقع حرية الصحافة الإلكترونية العربية انطلاقًا من الحالة الأردنية، أوضح الدكتورمحمد الراجيأن الرؤىالمختلفة للفاعلينالمهنيينوالمعنيينبحقلالإعلام تكشفالطابع الإشكاليّ لحرية الصحافة الإلكترونية في الأردن بالنظر إلى العلاقة التبادلية بين متغيرات بيئتها المهنية والقانونية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية. فقد أبرزت المراحل الثلاث التي تشكّلت ) مدى 2 . 0 فيها حالة حرية الصحافة الإلكترونية وخصوصية الحامل الإلكتروني نفسه (الويب تأثير البيئة الإعلامية والاتصالية الجديدة فيصَوْغ المفهوم ودلالاته وأبعاده الجديدة التي ارتبطت سقف " ) في معالجة قضايا الشأن العام، وهو " مستوىجيد " ، و " سقفعال " ( " سقفمفتوح " بـ قبلمرحلة التشريعحتىغدا سقفًا " جرعاته الزائدة " في المشهد الإعلامي الأردنيلـ " غيرمسبوق وهميّا مجاً ومنظورًا. وقد أسهم أيضًا السياق السياسيالعام ودينامية الحراك الشعبي الذي تزامن معأحداثالربيعالعربيفيبلورة تلكالدرجة المعيارية(مستوىجيد) التياعتبرها البعضمكسبًا للحالة الإعلاميةفيالأردن، فضً عنبروز فاعلينجددفيالمشهد الإعلاميالإلكتروني.
296
Made with FlippingBook Online newsletter