- غيـاب تشريع محـدد يتعامل مـع الصحافة الإلكترونية بأبعادها المختلفة، المهنية والفنية والمالية، وعلاقاتها بمؤسسات الدولة. - عـدم وضـوح علاقة الأطراف المكوّنة لقطاع الصحافة الإلكترونية بالنقابـات المهنية؛ على اعتبار أن النقابة هي الجهـة الأساسية المسؤولة عـن قضايـا مهنـة الصحافـة، وأن عـدم انتهـاء النقابـة إلى مفهـوم أو تصـور محـدد لعلاقـة المؤسسات الصحفيـة الإلكترونية أو الافتراضية والصحفيين الإلكترونيين بها، يبقى من المشاكل المطروحة بصفة جدية على أصحاب المهنة. وبناء على ما تقدّم، خلص الدكتور ابن مسعود إلى أن الإعلام الإلكتروني يجب أن يستمد قواعده الأساسية من الأخلاقيات التي تمّ إنضاجها في حقل الإعلام التقليدي بمحامله المختلفة المكتوبة والمسموعة، والمرئية. كما أن حقل الصحافة الإلكترونية بمواصفاته التكنولوجية والتواصلية الجديدة بات يفرض التفكير في منظومة أخلاقياتخاصة به تتفاعل مع التحولات المشار إليها، فضً عن الحاجة الملحّة لتطوير آليات التنظيم الذاتي والرصد، بشراكة مع جمهور مستخدمي الصحافة الإلكترونية، وكذلكشركات التكنولوجيا العملاقة، وذلك انسجامًا مع مقوّم التفاعلية الذي يطبع هذه الصناعة. ويرى ابن مسعود أن جزءًا من انحرافات المشاكل المطروحة على مستوى الأخلاقيات المهنية قد َُلّ لو أن كبرى شركات التكنولوجيا قبلت تقمّص دور الناشر في هذا العصر الرقمي، والاستفادة من العدد الهائل من الصحفيين الأكفاء والملمّين بالأخلاقيات المهنية، الذين شردتهم ثورة المعلومات، لاسيما أن تلك الشركات بإمكانها تحمل التكلفة، بعد أن بلغت أسعارها التجارية أرقامًا خيالية. لا " صحافة الإنترنت " من جهة أخرى، ولتجاوز بعض الأفكار السائدة التي تعتبر أن -بدليل عدم توفّر ممارسيها على تكوين صحافي؛ مما يفسر " شغبًا افتراضيّا " تتعدى أن تكون -، فإن جمعيات المجتمع المدني " عدم احترام كتاباتهم للقواعد المتبعة عادة في الكتابة الصحفية الممثّلة لمديري وكُتّاب المواقع الإلكترونية، وأصحاب المدونات والمنظمات غير الحكومية، على الصعيدين العربي والدولي، بإمكانها المساعدة على هيكلة الحقل الإعلامي الإلكتروني المليء بالإشكالات المتعلقة بالالتزام الأخلاقي، واحترام التقنية التي باتت الهاجس الأكبر لأرباب المهنة في الصحافة الإلكترونية على حساب الضوابط المهنية.
298
Made with FlippingBook Online newsletter