بيئة الصحافة الإلكترونية العربية

الداخل، إلى جانب بداية ازدياد الإدراك لمصادر تهديد إقليمية أخرى وعلى رأسها التهديد الإيراني. وعلى مدى نحو عشرين عامًا كانت التحولات نحو الديمقراطية والمشاركة السياسية في حركة دائبة في العديد من المجتمعات العربية، وعلى الرغم من الإنجازات التي تحققت سواء في إجراء انتخاباتمنتظمة أو التشريع للأحزابوتوسع المجتمع المدني وحتىفي التخلصمن نظم شمولية في أكثر من بلد عربي، إلا أن حصاد التحولات الديمقراطية في العالم بقي محدودًا. عشية بداية التحول الرقمي كان الإعلام العربي ما زال قائً على نموذج إرسال المعلومات باتجاه واحد، وعلى مركزية الإعلام الرسمي المسيطر عليه من قبل الحكومات، فالنظام الإعلامي نسق فرعي مثله مثل الأنساق المجتمعية الأخرى بينما يمثّل النظام السياسي النسق الرئيسيفي الدولة أو الكيان السياسي الذي يجمع هذه الأنساق الأخرى. لقد شهد العديد من الدول العربية أنماطًا متباينة من الانفتاح السياسي وبداية التحولات الديمقراطية شبه المقيدة التي اعتمدت على الانتخابات البرلمانية ووجود الأحزاب السياسية ولم تصل إلى مستوى التداول السلمي للسلطة وبمستوياتمتفاوتة (المغرب، تونس، موريتانيا، الأردن، مصر، لبنان، العراق)، في هذا الوقت بدأت ملامحتحول بطيء في النسق الإعلاميفي دول الانتقال المبكر. في كتابه الثاني «وسائل الإعلام العربية»، الذي )William Rugh( ولقد لاحظ وليام روو أرّخ فيه لتطور وسائل الإعلام مع بداية الألفية الجديدة؛ حيث أبقى على تصنيفاته التقليدية التي أوردها في دراسته الأولى في نهاية السبعينات للإعلام العربي «الإعلام الموالي والإعلام فهو إعلام مختلط )Transitional( التعبوي والإعلام المتنوع»، وأضاف الإعلام الانتقالي يسمح بتنوع ملكية الإعلام ويُبقي على سيطرة حكومية هي الأقوى في المشهد الإعلامي، بينما يتيح هامشًا من حرية التعبير وتعدد وسائل الإعلام وتنوعها؛ حيث ينتقل تصنيف مصر من إعلام التعبئة والحشد إلى إعلام انتقالي والإعلام الأردني من إعلام الموالاة إلى الإعلام . ((( الانتقالي في المحصلة، اتسمت هذه المرحلة باتساع مجال التعددية الإعلامية التي جاءت استجابة

William A. Rugh, Arab Mass Media: Newspapers, Radio, and Television in Arab Politics ((( (London: Praeger, 2004), 127-132.

36

Made with FlippingBook Online newsletter