الحركات الدينية السياسية

ي وبين � ب إجراء تمييز واضح وقاطع بين الديني والسياس � م الصع � ي حك � ا كان ف � وربم الدعوة والدولة في الإسلام المبكر، بخاصة في الفترة النبوية التي كان صاحب الدعوة فيها هو نفسه قائد الجماعة السياسية ورئيس دولتها، وهي صعوبة لا تتعلق بالتباس ما في الصلة بينهما أو باستحالة تمييز الحدود والفواصل بين الديني والسياسي والدعوي ي نبوي وان � طر من الأفعال النبوية إنما مرده إلى تقدير سياس � في الأفعال النبوية، فش ة المحمدية بوصفها � تقلا عن التوجيه القرآني أو عن الممارس � لم يكن منفصلا أو مس ممارسة نبوية. وإذا كان ثمة إشكالية من حضور التمايز بين طرفي الصلة، فإن الوجه السياسي من تلك التجربة إنما كان أكثر ظهورا في الحقبة المدنية منه في المكية. وقد ألة � ريعا للمس � كان على الفعل النبوي والاجتهاد أن يملآ فراغ النص الذي لم يقدم تش السياسية، وهو فراغ مقصود لحث المسلمين على إعمال اجتهادهم في بناء اجتماعهم السياسي. وإذا كانت الشورى قد وردت في تشريع قرآني صريح ضمن آيتين، أولاهما ، والثانية ﭼ ﭭﭮﭯﭰ ﭽ من سورة آل عمران وهي قوله تعالى 159 في الآية من سورة الشورى في معرض تعداد أوصاف المؤمنين وهي قوله تعالى 38 في الآية ، إلى جانب ﭼ ﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ ﭽ من سورة البقرة يتحدث عن المشكلات الأسرية وضرورة 233 موطن ثالث في الآية ي، � ا لنظام سياس � كل مبدأ مؤسس � يلة للفصل فيها، فإنها تش � اور وس � الاحتكام إلى التش والمبدأ ليس النظام، بينما زخرت السنة النبوية الشريفة قولا وفعلا بالنماذج والمواقف التي جاءت تطبيقا والتزاما بفلسفة الشورى، كما تجسد في نموذج دولة المدينة، على سبيل المثال لا الحصر. وقد كانت هناك كثير من الوقائع التي جرى فيها التمييز وليس الفصل بين الديني والسياسي، أي بين ما هو رسالة ووحي ودين، وما هو سياسة ورأي واجتهاد ودولة، فليس الحكم والقضاء وليست السياسة وشؤون المجتمع السياسية دينا ، كما ((( ب البعض � رعا وبلاغا يجب الالتزام فيه بما جاء في القرآن الكريم، بحس � وش حدث في غزوتي بدر والخندق، إذ كان القرار يتم فيهما بالرأي والمشورة والاجتهاد انظر في ذلك: شهاب الدين أبو العباس أحمد بن إدريس القرافي المالكي، الإحكام في تمييز الفتاوى ((( عن الأحكام وتصرفات القاضي والإمام، تحقيق محمود عرنوس، الطبعة الأولى، القاهرة، دار الثقافة . 29 – 23 ، ص  1938 الإسلامية،

89

Made with FlippingBook Online newsletter