مطاردة «شبيحة» الأسد
مجابهة «شبيحة الأسد» ليست بالأمر اله ّ، ولكنني أتذكر كلمات أحد زملائي حين قال: «لا تخف، طالما أنك في جانب الحق، فلا تندهش حين ترى الطرف الآخر ترتعد فرائسه.» شهراً من العمل الشاق قبل أن يرى الوثائقي النور. 18 استغرق الأمر وبعد بث البرنامج، كانت النتيجة غير متوقعة، فقد أبدى كثير من شهود العيان استعدادهم للإدلاء بشهاداتهم ضد موسى. وتناولت وسائل الإعلام ما عرضه الفيلم، وبدأت في تلقي اتصالات من أهالي الضحايا وأصدقائهم تعبيراً عن شكرهم وأملهم أيضـاً. وما دمنا ودامت الجزيرة في جانب الحق، سيظل دعاة الباطل الطرف الأضعف.
وقع ما كان في الحسبان، تراجع أحد شهود العيان عن الإدلاء بشهادته عبر الهاتف في آخر لحظة خوفاً على حياة أبنائه من «شبيحة الأسد»، لكنه تقدم بعد ذلك للشهادة، ومواجهة المتهم علاء موسى بجرائمه والتهم المثارة ضده. يقول فيدليس: «حضر محمود إلى ألمانيا ليمنح المتهم حق الرد من خلال الفيلم. أدهشتني رباطة جأش محمود وحسه الفكاهي في هذه اللحظات العصيبة. ذهبنا لمقر عمل موسى فلم نجده، فتوجهنا إلى منزله فأخبرتنا زوجته بأنه ما زال في عمله. في اليوم التالي وصلنا بريد إلكتروني شديد اللهجة من موسى نفسه ومحاميه يحذراننا من معاودة الاتصال وإلا سيقدمان شكوى جنائية بدعوى القذف والتشهير. انتهى الأمر بقضية مرفوعة ضدي من النائب العام المحلي لأنني حاولت البحث عن حقيقة شخص متهم بقتل وتعذيب الآلاف رغم أنه يمتهن مهنة نبيلة وهي الطب.» بعد أسابيع قليلة، تم القبض على موسى وما يزال إلى يومنا هذا خلف القضبان في انتظار المحاكمة. وسقطت الشكوى المقدمة منه ضد فيدليس الذي اختتم بقوله: «أشعر بالفخر أنني كنت سبباً في القبض على هذا المجرم. ولأول مرة يتم القبض على متهم بجرائم الحرب في سوريا بفضل جهود صحفيين.»
159
158
Made with FlippingBook Online newsletter