زلزال هزّ مشاعرَنا قبل أرضِنا
أجاب السائل: «أنا أتابع قناة الجزيرة، فهي المحطة الوحيدة التي تنقل الأخبار والأحداث كما هي على أرض الواقع. وبالنسبة لما حدث معك ذاك اليوم، فهذا أمرٌ طبيعي، فأنت إنسان في المقام الأول قبل أن تكون صحفياً.» شكرته على كلماته وتمنيتُ أن يواصل متابعة الجزيرة. ونظرت بابتسامة إلى زميلي المصور نينو الذي بادلني الابتسامة. شعرنا ساعتها بالفخر أننا ننتمي لهذه الشبكة الإعلامية العريقة. وكفاني فخراً أنني في نهاية كل بث أو تقرير أكرر اسمي ولقبي واسم الجزيرة، القناة التي تضع الإنسان في محور نقلها للأحداث. لا شيء يسعدني أكثر من سماعي أكرر تلك العبارة: «مارين فيرشيتش – الجزيرة.»
الزلزال في بترينجا، ساعتها لم أتمالك نفسي من الدموع، وجدتها تنهمر من عيني. مع نهاية هذا اليوم المرير، تم إحصاء ضحايا الزلزال الذين فقدوا أرواحهم، بلغ عددهم سبعة أشخاص. على مدى أسابيع بعد هذه التجربة الأليمة، ظل زملائي يكررون بأنني أبليت بلاءً حسناً خلال تغطية أحداث الزلزال. يعتقد الناس أن الأخبار عبارة عن معلومات وأرقام وإحصائيات، ولكن الحقيقة غير ذلك، فهي تعبير عن الواقع بكل أمانة وموضوعية. رغم مضي نحو خمسة أشهر، ما تزال مدينة بترينجا تعاني من تبعات الزلزال. واصلت أنا وزميلي المصور تغطية أخبار أخرى تجري بالمنطقة، فقد حان وقت الجولة الثانية للانتخابات المحلية. توجهنا إلى بلدة زادار الساحلية. أجرينا مقابلة وحصلنا على تصريح من أحد المرشحين. وبينما كنا نحمل معدات التصوير لنهمّ بالرحيل، استوقفنا أحد الحاضرين ليسألني: «ألستَ أنت المراسل الذي غطى أحداث زلزال بترينجا؟» أجبته بنعم، وهذا زميلي المصور الذي سجل الحدث.
321
320
Made with FlippingBook Online newsletter