حكاية الوثائقية وصورتها
أصبحت القناة اليوم عنوانا رئيسيا لكل المنتجين العرب وغير العرب. ولا نكاد نحصي القصص التي ساهمت الجزيرة الوثائقيّة في تغيير حياة أبطالها أو تغيير مجتمعاتهم إلى الأفضل. فكم من صورة حملت حكاية تتجاوز حدود معاناة صاحبها إلى ما هو أوسع من ذلك. وكم من قصّة، وإن بدت محليّة، استطاعت أن تخترق حُجُب العالميّة فتعود على العائلة أو القرية أو البلد الذي حدثت فيه بفائدة عظيمة. هذا التأثير العظيم للصورة وللفيلم الوثائقي، يحمّلنا مسؤولية كبرى كقناة تنتمي إلى شبكة الجزيرة التي تضع الإنسان في صميم اهتمامها. إنّها تحمّلنا مسؤولية نقل الحقيقة وإيصال صوت من لا صوت لهم. مسؤولية إبلاغ صوت الجنوب المهمّش إلى الشمال الغارق في محلّيته، مسؤولية تحويل الأرقام إلى أسماء والصور إلى حكايات.
-ثم عملت بالتوازي على بناء مكتبة أفلام عربية المضامين عالية الجودة من إنتاجها بما توفّر في العالم العربي من شركات إنتاج ومنتجين مستقلين، ولدى القناة الآن مكتبة أفلام واسعة ومتنوعة ساعة تملك حقوقها كاملة. 2500 تروي قصصا عربية تصل إلى خلصت دراسة بحثية معمقة عن متابعة المشاهد 2012 في سنة ألف عينة، إلى ضرورة 21 العربي للوثائقية والفيلم الوثائقي شملت التوسّع في المحتوى المعروض على الشاشة من حيث تنوّع المضمون والامتداد الجغرافي. وبناء عليه، طوّرت القناة برمجتها بشكل أوسع شمل عددا من القوالب الأسبوعية التي تحتفي بإنتاجاتها المتنوعة مثل «العدسة الحرّة» أفلام المهرجانات كل خميس، و»هذا أنا» أفلام الهويّة والشخصيّات العربية كل جمعة، و «قصّة فلسطين» كل سبت، وغيرها. والآن، وبعد عقد ونصف من الزمن، اعتمدت القناة على استراتيجية من شأنها أن تساعد على الاستمرار في النمو مع توسّعها دوليًا. تكمن الاستراتيجية في إنتاج محتوى باللغة العربية، وبأيادٍ محليّة، موجّه إلى الجمهور العربي في مرحلة أولى، ثمّ ينقل القصّة العربيّة إلى المتابعين حول العالم عبر الإنتاج المشترك والمشاركات في مختلف المهرجانات والمسابقات الدوليّة.
«علي وحلم اللجوء» فيلم يقرّبك إلى شخصية هذا اللاجئ اليافع، ولكنّه يغوص بك أكثر في تعقيدات أزمة اللاجئين العالمية ومسؤوليتنا الفردية والمجتمعية من خلال عدسة فيلم وثائقي. لذلك فاز بعدة جوائز عالمية. ما زالت تربطنا بالبطل علاقة قوية بعد أن صار جزءًا من عائلة الوثائقية وأحد سفرائها. وهو يخطط الآن للعودة إلى الصومال ولم شمل عائلته، بعد ثماني سنوات قضاها بعيدا عنها. فمسيرة اللاجئ طويلة ومستمرّة وتدعونا لمواصلة متابعتها والبحث في أبعادها المختلفة. فوراء كلّ صورة حكاية، بل حكايات أحياناً. لقد استطاعت قناة الجزيرة الوثائقية منذ انطلاقتها أن تحتلّ مكانة عالية على خريطة الإعلام العربية وأن تكون رائدة في صناعة الفيلم الوثائقي في الوطن العربي. وتَكمُنُ فرادة القناة الوثائقية في انتمائها لشبكة الجزيرة الإعلامية واسعة الانتشار، ولأنّها كذلك أول قناة وثائقية عربيّة التوّجه تُخصّص بالكامل لإنتاج أفلام وثائقية عالية الجودة، تغطّي طيفا واسعا من المواضيع التي تسهِم في إثراء معارف ملايين العرب وتُلهم أجيال المستقبل وتحافظ على تطوّر صناعة الفيلم الوثائقي. قديما قيل: «بالأناة تنال المبتغى». هكذا خطّطت إدارة القناة منذ . إذ انطلقت معتمدة في البداية على شراء حقوق بث 2007 مطلع مما 80 ٪ الأفلام والسلاسل الوثائقية الأجنبية بنسبة كبيرة تصل إلى تبثه سنويا.
385
384
Made with FlippingBook Online newsletter