لم يتراجع خيار إسقاط النّظام اإليراني في األجندة األميركية إّل في عهد باراك أوبامــا، الذي قدّم مقاربة تقوم على حل سياســي يــؤدّي إلى انفتاح في إيران، ويفضي في النهاية إلى تغيير اجتماعي ال يمكن للسّلطة الوقوف في وجهه. وكان يمكن لهذه السياسة أن تُؤتي أُكلها وأن تدعم صعود تيّار االعتدال برئاسة حسن روحاني، الذي أرسل حينها رسائل سياسية واجتماعية تفيد بأن أولوياته تختلف بصورة كبيرة عن أولويات التيّار األصولي، وأنّه يخطّط ليأخذ إيران بصورة أكبر باتجاه الغرب. لقد راهن روحاني بالفعل على العالقة مع الغرب، وسعى لفتح صفحة جديدة في العالقة مع واشــنطن، وكان منظّرو تياره يرون أن مشــكالت إيران ال تُحل دون حل معضلة العالقة مع واشنطن. ولكن هذا الرهان لم ينجح، خاصّة بعد أن جاءت رياح ترامب بما ال تشتهيه سفن روحاني، فدخل االتّفاق النّووي في أزمة لم تفلح جلسات التّفاوض ال ّلّحقة في حلّها رغم خروج ترامب وروحاني كليهما من السّلطة. تطوير البرنامج النووي وخفض التازمات إيارن أن يرفع جزءا من العقوبات االقتصادية 2015 كان مقرّرا لالتفاق الموقّع في العام المفروضة على إيران مقابل التزامها بعدم السّعي المتالك سالح نووي وخفض أنشطتها النّووية. وقد لقي االتّفاق حينها معارضة في طهران، ورأى منتقدوه أنّه سيشل البرنامج النّووي، وشككوا في الجدوى االقتصادية لالتفاق، وفي الوعود التي قدّمتها الدّول الغربية. وبعد قرار ترامب االنســحاب من االتّفاق، وضعت ، 2018 شــرطا للتوصّل إلى اتّفاق جديد في األشــهر األخيرة من 12 واشــنطن وفرضت عقوبات اقتصادية ثقيلة اســتهدفت بصورة أساســية القطاعين النّفطي والمالي. وقد تسبّبت تلك العقوبات في انسحاب شركات عالمية من االستثمار ، قرّر 2019 الفرنســية. وفي مايو/ أيار " توتال " في هذه القطاعات، في مقدّمتها ترامب إنهاء اإلعفاءات التي ســمحت لثماني دول بشــراء النّفط اإليراني، دون التعرض للعقوبات األميركية. مقابل انسحاب واشنطن من االتفاق النووي وتشديد العقوبات على إيران، بدأت طهران بالتّخلي التّدريجي عن بعض التزاماتها الواردة في نص االتّفاق، ورأت أن
101
Made with FlippingBook Online newsletter