التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

وتشــكّل العقوبات األميركية على مســؤولين من طالبان عقبة أخرى في طريق 2022 إدارتها للسّلطة. فقد صوّتت الواليات المتّحدة في مجلس األمن في العام من أعضاء الحركــة، بما في ذلك وزير 13 ضد تمديد اســتثناء حظر الســفر لـ الخارجية أمير خان متقي، بينما صوّتت كل من الصين وروســيا لصالح تمديد االســتثناء. ورغم زيارات وفود صينية وروسية ومن دول أخرى إلى أفغانستان، بحثًا عن فرص اقتصادية، إال أنّه ال يمكن الحديث عن صفقة واحدة كبيرة جرى توقيعها مع أفغانســتان. فالقلق وعدم اليقين في جدوى إنشــاء مشاريع اقتصادية في ظل حكم طالبان ال يزال مهيمنا. وما يمنع الصين، على ســبيل المثال، من االستثمار بقوّة في أفغانستان في ظل حكم طالبان، الدّعم المحتمل الذي يمكن لحركات تعتبرها بيجين تهديدا أمنيا، مثل حركة " اإلمارة اإلســ مية " أن تقدّمه تركســتان الشّرقية اإلســ مية، رغم تأكيد طالبان تفهّمها لمخاوف الصين وأنّها أعمال ضارّة " لن تســمح ألي قوّة باســتخدام األراضي األفغانية لالنخراط في . أما روســيا، ومقارنــة بغيرها من الدّول، فتبدي ميال أكبر " باألصدقاء الصينيين للتّعــاون مــع حكومة طالبان، وقد وقعّت اتفاقية لتوريــد الغاز والنّفط والدّيزل والقمح، وهي صفقة تتجنّب العقوبات المفروضة على كل من روسيا وطالبان. إلى جانب دلك، تثني روســيا على موقف طالبــان من اإلرهاب، وفي المقابل تتهم الواليات المتحدة بنقل مقاتلي تنظيم الدولة في آســيا الوســطى من سوريا إلى أفغانستان. حكومة شاملة شرطا لالعتارف الدّولي في المستقبل على صعيد إدارة الحكم وطريقة تشــكيل الحكومة في المرحلة القادمة، يطالب جميع جيران أفغانســتان: الصين وروسيا وإيران وباكستان والهند وأوزبكستان، حركة طالبان بتشــكيل حكومة شاملة وأكثر تمثيال للمكوّنات السياسية والعرقية في أفغانستان. ويرون في ذلك ضرورة وشرطا لالعتراف بالحكومة. فهذا الشرط في نظرهم هو ما يجعل أي حكومة أفغانية قادمة قادرة أكثر من حكومة مشكّلة من أعضاء حركة طالبان بصورة أساســية على جلب االســتقرار إلى أفغانستان وتحقيق األمن والتّنمية. ولتحقيق هذا الشــرط، الذي تطالب به أطراف أفغانية إلــى جانــب القوى اإلقليمية والدولية، تحتاج طالبان إلى التحرّك ضمن خارطة

111

Made with FlippingBook Online newsletter