، حين انســحبت الواليات 2021 العالقــة تطــوّرات الفتة منذ أغســطس/ آب المتّحدة من أفغانستان. وال تزال آثار ذلك االنسحاب مستمرّة وتُسهم في إعادة ترتيب العالقة بين دول الخليج والواليات المتّحدة. في هذا السّــياق، تعد قطر الكاســب األكبر من االنســحاب األميركي من أفغانستان، وإن لم تكن الكاسب الوحيد. فقد توسّــطت الدّوحة بين الواليــات المتّحدة وحركة طالبان إلى غاية توصّلهما إلى اتّفاق االنسحاب، ثم ساهمت أثناء االنسحاب األميركي المرتبك في تخفيف خســائره، كتوفير طائرات للنّقل، وإيواء آالف األفغانيين الفارّين من بالدهــم، والتكفّــل برعاية المصالح األميركية في أفغانســتان. كما عملت على التّقريب بين الحكومة األفغانية الجديدة والدّول الغربية، والمســاهمة في إيصال المساعدات اإلنسانية واإلشراف على وصولها إلى مستحقّيها. ، فقد صنّفت الواليات 2022 امتــدّت اآلثــار اإليجابية لتلك الجهود إلى العــام المتّحدة قطر في مارس/ آذار حليفا رئيسيا من خارج الناتو، وهي مكانة مميّزة تتيــح لقطــر الحصول على امتيازات أمنية لم تحصــل عليها دول كثيرة صديقة للواليات المتّحدة. من بين تلك االمتيازات التّعاون في المجال البحثي والتّمويل وتخزين المعدّات العســكرية التّابعة للواليات المتّحدة، والمشاركة في عطاءات إلصالح المعدّات العسكرية. وسيكون هذا التّصنيف، على المدى البعيد، ضمانة إضافية تمنع اإلدارات األميركية القادمة من اتّخاذ مواقف معادية لقطر. ويعكس هــذا التّصنيــف، في الوقت ذاته، إجماعا أميركيا في البيت األبيض والكونغرس والبنتاغــون علــى اعتبــار قطر حليفا موثوقا يحق له الحصــول على دعم أمني إضافي. وقد تجلّى ذلك االمتياز في البيان الذي وجّهه الكونغرس للمشــرّعين ودعاهم إلدراج قطر في قانون الدّفاع الوطني 2022 في شهر يناير/ كانون الثاني بعد اإلشادة بدورها. ترسّــخت هذه الثّقة الحقا في التماس الواليات المتّحدة وســاطة قطر مع إيران في ملفّات خالفية مثل الملف النّووي اإليراني. ورغم أن هذه الوساطة لم تسفر بعــد عن نجاحــات في هذا الملف المعقّد، إال أنها تُعــد في حد ذاتها نجاحا دبلوماسيا، ألن فيها اعترافا من دولتين مهمّتين بأهمية الدور القطري وثقة مشتركة في قدرة الدّوحة على فهم ومراعاة شــواغلهما األمنية. وربّما تســهم هذه الثقة
116
Made with FlippingBook Online newsletter