من مؤشّرات تعافي االقتصاد العالمي من تداعيات كورونا، ارتفاع الطّلب على المعروض من السّلع في األسواق العالمية، فارتفعت األسعار ارتفاعا قياسيا، كما يتّضح في نســب التضخّم. وقد حفّز ارتفاع األســعار المستثمرين لزيادة اإلنتاج بغرض مراكمة األرباح، فبدأ االقتصاد يســتعيد عافيته، وزاد الطّلب على الطّاقة الضّرورية لإلنتاج ونقل السّــلع للمســتهلكين. وكان ارتفاع الطّلب على المواد االستهالكية والخدمات كبيرا بسبب تدنّي حجم المخزونات خالل فترات الحجر الصّحّي، ووفرة األموال غير المســتهلكة سواء نتيجة سياسة التسهيل الكمّي أو نتيجــة لطباعــة كمّيات إضافية من األوراق الماليــة في الكثير من بلدان العالم. تريليون دوالر. أما قيمة 20 فقــد بلــغ مجموع األموال التي ضخّتها البنوك نحو تريليون دوالر بســبب سياســات الحجر 4 . 7 المدّخرات المالية فقد بلغت نحو الصّحّي التي حدّت كثيرا من حجم االستهالك. وزاد من رفع أســعار الطّاقة تراجع النّشــاط االقتصادي خــ ل فترات الحجر الصّحّي، ما جعل شــركات الطّاقة تتوقّف عن االســتثمار في اكتشــاف حقول جديدة أو تزيد من طاقة الحقول النّشــطة. ولم يكن بمقدور تلك الشّــركات أن تفعل ذلك بعد التعافي من الجائحة بســرعة تواكب ســرعة تزايد الطّلب على الطّاقة، بســبب الفارق بين الزّمن الضّروري الســتخراج الطّاقة أو زيادة اإلنتاج، وزمن تلبية احتياجات الجهات المنتجة، مثل المصانع أو المستهلكة مثل البيوت. فاألولى تحتاج إلى سنوات، بينما تحتاج الثّانية إلى أشهر لتلبية طلبها. وستظل ، ما يعني اســتمرار 2023 زيــادة اإلنتاج عاجزة عن مالحقة الطّلب خالل العام ارتفاع األسعار. وكان الستمرار التّوافق والتّماسك بين أعضاء منظّمة أوبك بالس، دور أساسي ، خاصة في ظل التّفاهم بين أكبر المنتجين 2022 في رفع أســعار الطّاقة خالل للبترول، السّعودية وروسيا. فقد قرّرت المنظّمة في أكتوبر/ تشرين األول خفض حصص اإلنتــاج بمقدار مليوني برميل، تتكفّل بغالبيتها السّــعودية واإلمارات. ولم تفلح مســاعي الرّئيس األميركي جو بايدن في تفكيك هذا التّماســك، فقد إقناع ولي العهد 2022 حــاول خــ ل زيارته إلى السّــعودية في يوليو/ تمــوز السّــعودي، محمد بن ســلمان، برفع ســقف اإلنتاج لتعويض حصّة روسيا في
118
Made with FlippingBook Online newsletter