الصّحّي، إلى جانب تشييد مدن جديدة بالكامل، مثل مدينتي مشيرب ولوسيل. ومن بين مشاريع تطوير البنية التّحية، نذكر شبكة مترو الدوحة التي بلغت كلفتها مليار دوالر، وتوسعة ميناء حمد 15 مليار دوالر، ومطار حمد الدّولي بكلفة 36 مليار دوالر، 4 . 5 مليار دوالر، وتطوير وســط مدينة الدّوحة بكلفة 7 . 5 بكلفــة كم من الطّرق، 1791 مليار دوالر، وتشــييد 3 . 2 وتهيئة مناطق اقتصادية بكلفة نفقا. 143 جسرا و 207 وبناء أمّــا على الصّعيــد القيمي واالجتماعي، فقد أســهمت اســتضافة كأس العالم فــي إحداث بعض التّغييــرات اإليجابية على الصّورة النّمطيــة والنّظرة الدّونية التي شــاعت عــن دول الخليج وبقية الدّول العربية. فقــد ارتبطت صورة هذه المجتمعات بمعاني ســلبية عمّمتها ســنما هوليود ووسائل اإلعالم الغربية، مثل التخلف والجشع والتبذير واإلرهاب والتطرّف واحتقار المرأة والتّزمّت الدّيني. وقــد وُظّفت تلــك الصّور النّمطية في انتهاج سياســات إقصائيــة ضد العرب والمسلمين في بعض الدّول الغربية، كقرار ترامب منع دخول مواطني عدّة بلدان عربية وإســ مية إلى الواليات المتّحدة، وتصريحات الرّئيس الفرنســي ماكرون التي ربط فيها بين اإلســ م واإلرهاب. ويمكن قياس مدى شعبية هذه الصّورة المنفّرة في أذهان الغربيين بشعبية األحزاب اليمنية المتطرّفة التي تستفيد لتوسيع قاعدتها االنتخابية بترويج خطاب الكراهية ضد العرب والمسلمين. مقابــل تلــك الصّور، تمكّنت قطر، من خالل اســتضافتها لكأس العالم، صورا أخرى أكثر إيجابية عن هذه المجتمعات، تجمع بين التمسّك بالتّقاليد، والتّعارف بين الشّــعوب، واالنفتاح على اآلخر، والتّســامح مع المختلف. ولعل من أبرز مؤشّــرات هــذا التّحول في نظــرة األجانب للمجتمعــات الخليجية هو ارتداء المشجّعين الّلباس الخليجي بعد تغيير ألوانه للتّوافق مع ألوان منتخباتهم وأعالم بلدانهــم. وبذلك تخطّى الزّي الخليجي الحواجز الثّقافية والقيمية، وبات معبّرا عن التّشابه بدال من االختالف، وعن المشاركة وتقاسم نفس التّجربة اإلنسانية. ولن تنتهي آثار هذه التجربة مع انتهاء كأس العالم، بل ستستمر في االنتشار في مشــاعر وانطباعات وأفكار أعداد هائلة من الناس في السّنوات المقبلة. ويُتوقّع أن نشــهد آثار التّغيير في هذه الصّور النّمطية في المواقف السّياســية، كتراجع
121
Made with FlippingBook Online newsletter