السّوري والّليبي. أمّا بقية البلدان الخليجية فقد امتنعت عن إظهار االنحياز ألحد طرفي الحرب، حفاظا على عالقاتها مع الواليات المتّحدة، وفي الوقت نفســه حتّى ال تستفز روسيا الدّاعمة إليران في عدّة ملفات إقليمية. هو 2022 التّطــور الثّانــي الذي ألقى بظالله علــى األمن الخليجي فــي العام االحتجاجات الشّــعبية في إيران. فقد اتّهمت القيــادة اإليرانية أطرافا خارجية، على رأسها السّعودية، بتأجيجها واإلضرار باألمن اإليراني وتوعّدتها بالردّ. ويأتي االنزعاج اإليراني باألساس من دعم وسائل إعالم ناطقة بالفارسية تدّعي طهران أنّها تابعة للسّــعودية، بينما تنفي الرّياض ذلك. وقد أدّى هذا التّوتّر إلى توقّف المباحثات اإليرانية السّعودية بعد عدّة جوالت كادت تفضي إلى عودة العالقات . وكانت تقارير لصحيفة وول 2016 الدبلوماســية بين البلدين بعد انقطاعها منذ ســتريت جورنال قــد نقلت أن الرّياض تقاســمت معلومات اســتخباراتية مع واشــنطن وعواصم غربية تفيد أن إيران تحضّر لهجوم عسكري على السّعودية، وأن السّعودية ودوال مجاورة لها رفعت مستوى التأهّب العسكري. فإذا تواصلت االحتجاجات اإليرانية وارتفع مســتوى تهديدها الســتقرار النّظام، ال يُستبعد أن . وقد تنفّذ إيران هجمات 2023 يتصاعد التّوتّر بين إيران والسّــعودية في العام مسلّحة ضد مواقع سعودية عبر وكالئها لتأكيد جدية تهديداتها وجاهزيتها للردّ. وليس معلوما في هذه الحال، كيف سيكون الرد األميركي، خاصّة بعد أن توعّدت واشنطن بالرد على إيران إذا هاجمت حلفاءها. على أيّة حال، أغلب المؤشّرات ، ألن الضّمانة 2023 تدل على أن البيئة األمنية الخليجية ستتدهور أكثر في العام األميركية بصدد التّراجع، بينما يزداد نفوذ إيران اإلقليمي اتّساعا ورسوخا، ويزداد برنامجهــا النّووي تطوّرا واقترابا من العتبة النّووية، ما يعني إمكانية تحولها إلى دولة نووية. في المقابل، ال تزال دول الخليج عاجزة عن تحقيق شــروط أمنها الذّاتي بعيدا عن الحماية الخارجية. على صعيد التحدّيات االقتصادية، ورغم المكاســب التي حصلت عليها الدّول الخليجية بفضل تزايد الطّلب على الطّاقة وارتفاع أســعار النّفط والغاز، خاصّة بعد اندالع الحرب الروسية األوكرانية، ال تزال دول المنطقة تواجه عدّة تحديات. أبرز تلك التّحديات تنويع االقتصاد لخفض نسبة قطاع الطّاقة في موارد العملة
124
Made with FlippingBook Online newsletter