الحرب الروسية على أوكارنيا في الميازن الجيوسياسي إلياس طنّوس حنّا مقدمة خالل سبعة وسبعين عاما من عمر النظام العالمي الذي نشأ بعد الحرب العالمية - 1950 الثانيــة، وقعت الكثير من الحروب من بينها الحرب الكوريّة بين عامي . خالل هاتين الحربين، قاتلت 1975 - 1955 ، والحرب الفيتناميّة بين عامي 1953 أميركا كال من االتحاد السوفيتي والصين خارج أراضيها، أي على األرض الكوريّة والفيتناميّة. وقد شكّلت هاتان الحربان االختبارات األولى لمتانة وصالبة النظام العالمي الذي كان قيد التشــكّل، ولم يكن قد وصل بعد إلى نقطة االســتقرار. بعد عقود من الصراع بين قطبيه األميركي والروسي، تخلّلتها حروب بالوكالة في أغلب مناطق العالم وأقاليمه، تمكّن هذا النظام من الصمود واستمر حتى سقوط . وبعد انهيار نظام القطبية الثنائية، انتقل العالم إلى 1989 جــدار برلين في العام نظام أحادي القطب تقوده الواليات المتحدة ويهيمن عليه الغرب عموما. ورغم تعدد الحروب والصراعات التي نشــأت في ظل النظام العالمي الجديد، إال أن أيّا منها لم يشــكّل تحدّيا جدّيا الســتقراره مثلما هي الحال مع الحرب الروســية علــى أوكرانيا. ويعــود ذلك إلى عدة عوامل، أهمّها مســرح الحرب وأطرافها وأهدافها. فالحرب تدور في قلب أوروبا، التي كانت إلى وقت قريب تظن أن الحرب العالمية الثانية هي آخر الحروب التي تُخاض على مســرحها. وأحد أطرافها روســيا، وريثة االتحاد الســوفيتي، العدو التاريخي للغرب، بينما طرفها الثاني، أوكرانيا، التي تســعى لالنضمام إلى حلف الناتو وتعزيز حضوره علــى الحدود الروســية. أما أهداف الحرب كما تتردد في الخطاب السياســي الروســي فهي اإلطاحة بالنظام العالمي الرّاهن وإعادة تشــكيله على أسس أكثر عدال تقوم على تعدد األقطاب بدال من القطب الواحد. تفســيرا مغريا، خاصة ألولئك الذين تستهويهم فكرة " مودلســكي " يقدّم نموذج
13
Made with FlippingBook Online newsletter