التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

شــمال كردفان. وفي منطقة الفشــقة بوالية القضارف الشّرقية، يستمر التّوتّر بين السّودان وأثيوبيا. فقد ظلّت األجزاء الغربية من الفشقة تحت سيطرة المزارعين السّودانيين لعشرات السّنين، بينما تتعرّض أجزاؤها الشّرقية إلى هجمات متكرّرة في 2022 من قبل المليشيات اإلثيوبية. وقد نجحت القوّات السّودانية خالل العام اســتعادة معظم تلك المناطق، ويُتوقّع أن تتجدّد المواجهات بين الطّرفين خالل . 2023 العام تحدّيات اقتصادية وأوضاع إنسانية صعبة وضعا اقتصاديا 2022 خلقت األزمة السّياسية واألمنية في السّودان خالل العام صعبا، خاصّة أن البالد ما زالت تعاني من آثار جائحة كورونا ومن دمار واسع بســبب السّيول الجارفة. وقد تجلّت تلك الصّعوبات في زيادة التضخّم وارتفاع األســعار وغالء المعيشة وانكماش قطاع األعمال. في المقابل، يُتوقّع أن يحقّق مدفوعًا باالنتعاش المتوقّع 2023 النّاتج المحلّي اإلجمالي نموّا ملحوظا في العام في الزّراعة والتّعدين واالســتهالك واالســتثمار. ومن شأن ذلك، إذا تحقّق، أن يخفّف من أعباء المعيشة ويحسّن القدرة الشرائية للمواطنين. ولكن اإلقبال على االستثمار في القطاعات ذات األهمّية األكبر للمستثمرين األجانب، مثل الزّراعة واســتخراج المعادن والتّنقيب عن النّفــط والغاز الطّبيعي، ال يزال ضعيفا. ولن تتغيّــر هذه المعادلة دون تطوير البنية التّحتية السّــودانية، وتخفيف البيروقراطية المرهقة، والحد من استشــراء ظاهرة الفســاد. وال شــك أن غياب االســتقرار السّياسي واتّساع دائرة الصّراعات اإلثنية، وما يتردّد في تقارير المنظّمات الدّولية عن أحداث العنف في بعض المناطق، يضر بسمعة السّودان الدّولية، ويحد من رغبة الشّركات األجنبية في استكشاف فرص االستثمار. ، شــهد السّــودان أيضا تهديدا حقيقيا ألمنه الغذائي، وقد كشف 2022 في العام تقرير دولي أنّه من يونيو/ حزيران إلى سبتمبر/ أيلول عانى أكثر من ربع السّكّان مليون شــخص) من الجوع الشّــديد بزيادة نحو مليوني شخص 11 . 7 (حوالي . وتُعد واليات غرب وشمال ووسط دارفور 2021 مقارنة بالفترة ذاتها من العام والخرطوم وكسال والنّيل األبيض، أكثر المناطق تضرّرا على صعيد األمن الغذائي.

157

Made with FlippingBook Online newsletter