مستقبل األزمة واتّجاهاتها بعــد تجربــة التّوافق القصيرة، التي عاشــها السّــودان بيــن المكوّنين المدني والعسكري، وما أعقبها من استيالء قيادة الجيش على السّلطة، فيما اعتُبر انقالبا عســكريّا بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، دخلت األزمة السّودانية في منعطف جديد ونفق ال يبدو أن له أفقا قريبا. فالخالف جوهري بين رؤية المدنيين لطريقة إدارة الحكم ولدور الجيش في السّياســة ورؤية العسكريين. وما يزيد من تعقيد العالقة بين الطّرفين وتأجيل التوصّل إلى حل لألزمة هي الخالفات التي تشــق المدنيين من ناحية والعســكريين من ناحية أخــرى. وقد تكون تلك الخالفات وراء تمسّك العسكريين بالسّلطة رغم وعود البرهان المتكررة بتسليمها للجانب المدني بشروط. وما لم تحصل تسوية سياسية بين الجانبين، ويتم االتّفاق على ، وستتفاقم 2023 خارطة طريق واضحة، ستتواصل األزمة السّودانية خالل العام الصعوبات االقتصادية واالجتماعية. وال يبدو أن الشّــارع، المنقســم هو اآلخر، ، سيكون قادرا على 2022 والذي استُنزف في احتجاجات شبه يومية خالل العام إحداث التغيير أو إجبار القيادة العسكرية على تسليم السّلطة على غير شروطها.
159
Made with FlippingBook Online newsletter