التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

سياسيّا، ورغم الدّعوات المتكرّرة لعقد حوار وطني يعيد للحياة السّياسية بعض حيويتها، ال يُتوقّع أن يُنجز الكثير على هذا الصعيد. وال يتعلّق األمر فقط بجدّية النّظام واســتعداده لفتح صفحة جديدة من الشّــراكة في إدارة الشّــأن العام، بل أيضا بالمعارضة التي تعيش منذ ســنوات حالة من الضّعف والتّشــرذم وغياب التّنســيق وفقدان الرّؤية الجامعة. وعلى مســتوى السّياســة الخارجية، يُتوقّع أن انشــغالها بعدّة ملفّات أبرزها تطوّرات األزمة 2023 تواصل القاهرة خالل العام في ليبيا. فبعد فشل مراهنتها على خيار الحل العسكري من خالل دعم المشير المتقاعــد خليفة حفتر، تحوّل الموقف المصري إلى دعم الحل السّياســي، مع المطالبة بضرورة االعتراف بحكومة فتحي باشــاغا، التي كلّفها مجلس النواب، واعتبار حكومة عبد الحميد الدبيبة منتهية الشّرعية. وتبقى أزمة ســد النّهضة اإلثيوبي ملفّا مفتوحا ضمن ملفات السّياســة الخارجية المصريــة، حيث تركّز القاهرة جهودها الدّبلوماســية على ضرورة التوصّل إلى اتّفاق شامل حول إدارة السّد يشمل الثّالثي إثيوبيا ومصر والسّودان. وقد حظي هذا الموقف بدعم القمّة العربية التي عُقدت في بداية شــهر نوفمبر/ تشــرين ضرورة التّضامن " الثانــي في الجزائر. وتضمّن البيان الختامي للقمّة الدّعوة إلى فــي حماية الحقــوق المائية لجميع الــدّول العربية وفق القانــون الدّولي، بما يضمــن حقوقها المائية كاملة، خصوصا حقوق مصر والسّــودان في مياه النّيل، . فبعد التّصعيد الذي شهدته " وعدم اتّخاذ أي خطوات أحادية لملء سد النّهضة العالقــات المصرية اإلثيوبية على إثر االنتهاء من بناء السّــد وبداية ملئه األوّل ، والذي كاد يتطوّر إلى صراع مســلّح، عادت القاهرة للتّعويل 2020 فــي العام على التّضامن العربي واإلفريقي من أجل الضّغط على إثيوبيا للقبول بالمطالب المصرية والسّودانية. . تونس: أزمة سياسية متفاقمة وغياب الحلول االقتصادية 2 2021 لم يستقر الوضع في تونس منذ أعلن الرّئيس قيس سعيّد في يوليو/ تمّوز تطبيق التدابير االستثنائية، التي جمع بموجبها مختلف السّلطات بين يديه، فعطّل البرلمان وألغى أحكام الدّســتور وحل الهيئات الدّســتورية التي نشأت في ظل الذي " تصحيح المسار " عشرية االنتقال الديمقراطي. وعلى خالف منطوق شعار

164

Made with FlippingBook Online newsletter