التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

أي مبادرة دولية حقيقية في األفق لتســوية األزمة السّــورية خالل العام المقبل. فواشنطن مشغولة بأولويّات أخرى، على رأسها الحرب في أوكرانيا ونزاعها مع الصين حول تايوان وفي المحيط الهادئ. وال توجد كذلك أي مبادرة عربية، وال يُنتظر أن يعلب العرب، في وضعهم الرّاهن، دورا يُعوّل عليه في هذا الشأن. في المقابل، تبقى تركيا وإيران هي القوى اإلقليمية الفاعلة ميدانيا وسياسيا وعسكريا في السّاحة السّورية. وفي غياب الدّور العربي وتراجع الدّور الدّولي، يجد األردن نفسه مضطرّا للتّعامل مع الملف السّوري على حدوده وداخل أرضه وفق إمكاناته المحدودة. أمّا بخصوص عالقته مع دمشــق، فإن قانون قيصر األميركي يشــكّل كابحا ضد هذا االتجاه، وأي عالقة دولية مع النّظام السّــوري ســتكون محفوفة بالمخاطر وقد تتسبّب في عقوبات اقتصادية تزيد الوضع تعقيدا. خاتمة في ظل التّغيرات التي شهدتها منطقة الشّرق األوسط في السّنوات األخيرة، وما تخلّلهــا من تطوّرات أثّرت على أوضــاع بعض الدّول وأفقدت بعض الّالعبين أدوارهم اإلقليمية التّقليدية، ســعى األردن إلــى تثبيت وضعه وتجديد وظيفته، ســواء إزاء الصّراع العربي اإلســرائيلي، أو تجاه األزمة السّورية، أو في مواجهة ، انخرط في المشــروع االقتصادي 2020 التمدّد اإليراني في المنطقة. ففي العام ، إلــى جانب مصر والعراق. وقد نشــط هذا المحور " الشــام الجديد " الثّالثــي بشــكل ملحوظ إبّان حكومة مصطفى الكاظمي في العراق. وكان من المفترض أن يتحوّل األردن في ســياق تلك المبادرة إلى جســر يربط بين العراق ومصر، وممر لمشــروعات اقتصادية إقليمية مهمّة، إال أن تلك المشــروعات لم تتحوّل ، دعا العاهل األردني، 2021 بعــد إلى إنجازات على أرض الواقع. وفــي العام عربي أو " ناتو " عبــد الله الثاني، إلى تشــكيل تحالف إقليمي يكــون أقرب إلى شــرق أوسطي للتّعامل مع التهديدات األمنية في المنطقة، ويكون األردن العبا أساسيّا فيه، ولكن ذلك المشروع لم تتّضح صورته، ولم يجد طريقه إلى التحقّق. ، وسيســعى األردن للحفاظ على 2023 ســتتواصل هــذه الصّعوبات فــي العام االســتقرار في مواجهــة تحدّيات الدّاخل وتهديدات الخــارج، في بيئة إقليمية

172

Made with FlippingBook Online newsletter