أ- األخطاء االستارتيجيّة لم يكن الرئيس بوتين، وهو يخطط لحربه ضد أوكرانيا، يتوقّع ردّة فعل الغرب، وخاصة الواليات المتّحدة األميركية. لقد أخطأ في حساباته بشأن الناتو، وتوقّع أن تدفعه الحرب في أوكرانيا إلى االنحســار والتراجع، فإذا به يتمدّد أكثر على كلم مع فنلندا. لم يكن بوتين يتوقع أن 1333 الحدود الروســيّة بمســافة تُقدّر بـ ، على حد وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل " موته السريري " الناتو سيستفيق من ماكرون، وظن أن أميركا التي أهملت أوروبا وتوجّهت إلى آسيا ومنطقة اإلندو- باســفيك لن تعود بقوّة إلى أوروبا بمزيد من العديد والعتاد. لم يتوقّع الرئيس بوتين أن الغرب، بقرار موحّد وسريع جدّا، سيتمكن من عزل روسيا عن النظام المالــي العالمي. وغاب عن حســاباته أن ألمانيا، التي تربطها بروســيا مصالح % من 50 اقتصادية ضخمة، ســتتخلى عن الغاز الروســي، الذي يغطي أكثر من احتياجاتها، وتنحاز إلى أوكرانيا وتُرسل إليها أسلحة وعتادا. لقــد بقــى خطاب الرئيس بوتيــن المتكرّر منذ مؤتمر ميونيــخ لألمن في العام ) 4 حول االنتفاضة العالميّة على الغرب بقيادة روســيّة حبرا على ورق ( 2007 . فلــم يقترن ذلك الخطاب بأمرين مهمّيــن: أوّال، خلق التكتالت والتحالفات القــادرة على زعزعة موقــع أميركا في العالم. ثانيا، توفير الوســائل واألدوات الالزمة لتحقيق هذا المشروع. فقد أثبتت حرب روسيا على أوكرانيا أن التفكير االستراتيجي في الكرملين تفكير خطّي لم يزاوج األهداف بالوسائل الضروريّة. والتخطيط االستراتيجي الذي يغيب عنه التّناسب بين األهداف والوسائل محكوم عملية عسكريّة " عليه بالفشــل. هذا النمط من التفكير تعكســه تسمية الحرب بـ . فهي من ناحية عملية خاصّة، ولكنّها من ناحية أخرى، مدعومة بالتهديد " خاصة النووي، وموجهّة ضد حلف الناتو، وتستهدف إعادة تشكيل النظام العالمي الذي
تقوده الواليات المتحدة األميركيّة. ب - في البعد العمالني – التكتيكي
كشــفت الحرب الروســية على أوكرانيا خلال هائال في التناســب بين األهداف االســتراتيجية والوســائل المتوفّــرة لتحقيقها. فقد وضع الرئيــس بوتين أهدافا كبيرة لكنّه اســتعمل وســائل متواضعة جدّا. وأراد إســقاط كل أوكرانيا وتغيير
16
Made with FlippingBook Online newsletter