مــا كان يســمّيه بالنظام النّازي، ولكنّه لم يحشــد فــي أرض المعركة أكثر من ألف كلم مربع. 600 ألف جندي للقتال في مســاحة جغرافية تقدر بنحو 15 0 في بداية الحرب، حدّدت القيادة ثالثة محاور أساســيّة للهجوم، لكن معطيات الواقع ومفاجآته اضطرّتها لتغيير خططها. كانت الخطّة األصليّة تقتضي الهجوم على المحور الشمالي من بالروسيا إلسقاط كييف العاصمة، أما المحور الشرقي فيتمثّــل في إقليم دونباس، بينما يهدف الهجــوم على المحور الجنوبي لوصل . 2014 الجنوب األوكراني بشبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا عام يكمــن الخلل في هذه الخطة في كون المســافة التــي تفصل بين كييف وإقليم كلم، والهجوم المتزامن علــى المحاور الثالثة يجعل 2000 خيرســون تقــارب الجيش الروســي يقاتل بالخطوط الخارجيّة، حيث تنطلق الوحدات القتالية من مناطق متباعدة وتتجه إلى نفس الهدف. وهذا النوع من القتال صعب جدّا خاصة فيما يتعلق بتأمين الجوانب اللوجســتيّة، وإمكانية دعم الوحدات بعضها لبعض. فــي المقابــل يقاتل الجيش األوكراني بطريقة الخطــوط الداخليّة، حيث تنطلق الوحــدات القتاليــة من مركز واحد وتتجه إلى أهــداف متباعدة. وهذه الطريقة تناسب الجيش األوكراني الذي يقاتل على أرضه، ويتفوّق على الجانب الروسي في مستوى وعيه بالمكان وتعقيداته الطوبوغرافية. إلــى جانب التحــدّي الذي يواجه الجيش الروســي والمتمثّل في طول الجبهة وصعوبتها، لم تطبّق القيادة الروسية المبادئ األساسية للحرب، وأهمها: وحدة ). فكيف 5 القيادة، المفاجأة، المناورة، اقتصاد القوى، البساطة، تأمين الخطوط ( تجلّى الخلل في تطبيق هذه المبادئ على المستوى العمالني - التكتيكي؟ - غابت وحدة القيادة، فلم يكن هناك قائد واحد للمسرح الحربي في أوكرانيا، وهذا الغياب يُصعّب العمليات العسكرية بشكل عام. فقد جرى تعيين واستبدال عدّة قادة خالل األشــهر األولى للحرب قبل أن يتوصّل الرئيس إلى تعيين قائد موثوق لديه، هو الجنرال ســيرغي ســوروفيكين. لكن تعيين هذا القائد، الذي قاتل في حربي الشيشان وسوريا، جاء متأخّرا ألن الجيش الروسي كان قد مُني بخسائر كبيرة، واضطر إلى التراجع على أكثر من محور، سواء في خاركيف أو في خيرسون.
17
Made with FlippingBook Online newsletter