- خســر الرئيس بوتين عنصر المفاجأة، فقد بدأ حربه بعد أن نشــرت وســائل اإلعــ م الغربية جاهزية جيشــه على الحدود مع أوكرانيــا ونيته الواضحة لبدء الهجوم. - تأرجــح الجيش الروســي في تطبيق مبدأ المنــاورة خالل المراحل المختلفة للحرب. ففي المرحلة األولى اعتمد الحركيّة والمناورة لكنّه اصطدم بتحصينات . في 2014 الجيش األوكراني الذي كان قد أعد لهذا النوع من الحرب منذ العام هذه المرحلة، كان الجيش الروسي في وضع الحركة والجيش االوكراني يقاتل للتأخير، أي كسب الوقت مقابل التخلّي عن األرض، مع السعي لتكبيد الجيش الروســي أكبر قدر من الخســائر في العديد والعتاد. في المرحلة الثّانية، أي بعد تخلّي بوتين عن هدف إسقاط كييف، تحوّلت الحرب في دونباس إلى استراتيجيّة األرض المحروقــة، وأصبــح الجيش األوكراني ثابتا فــي الدفاع، بينما الجيش الروسي يتقدّم ببطء شديد. في المرحلة الثّالثة، التي تلت سقوط سيفيرودونتسك وانســحاب الجيش األوكراني من ليسيشانسك تكتيكيّا، أوقفت القوات الروسية عملياتها فيما يعرف بالتوقف العمالني، لقياس النجاح وتعديل االســتراتيجيات إذا لــزم األمر. ولكن طول مدّة التوقف كشــف عــن الصّعوبات الميدانية التي يواجها الجيش الروســي، خاصة في عدد قواته وفي المتطلبات اللوجســتيّة. في المرحلة الرّابعة للحرب، بدأ الجيش األوكراني بالمناورة والحركيّة، فاسترد إقليم خاركيف، وتابع هجومه في إقليم خيرســون، ودفع القوات الروســية للتراجع وأفقدهــا هامش المناورة. في المرحلة الخامســة، اســتدعت القيادة الروســية جيش االحتياط وقررت ضم األقاليم األوكرانية األربعة: لوغانســك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرســون. هذه المرحلة شهدت أيضا استعمال المسيّرات اإليرانية ضد البنية التحتيــة ألوكرانيا، وليس على الجبهات، حيث 136 من نوع شــاهد يحقق الجيش األوكراني نجاحات متتالية. فإذا تمكّن الجيش الروسي من تحقيق بعض النجاحات بفضل المســيّرات اإليرانية فهي تظل نجاحات تكتيكية، وحتى لو تراكمت تلك النجاحات فلن تؤثّر كثيرا في طبيعة المعركة، ألن الخلل يكمن في االستراتيجيّة الكبرى الحاضنة. - لم يكن التأمين العمالني للوحدات وخطوط اإلمداد الروســية كامال، بســبب فشل منظومة القيادة والسيطرة واالتصاالت الروسية، وقد تسبب ذلك في مقتل
18
Made with FlippingBook Online newsletter