التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

لن يوضع هذا السيناريو تغيير اســتراتيجي باستخدام الســ ح النووي التكتيكي: على الطاولة إال إذا وصل الرئيس بوتين إلى مرحلة مذلّة من الخسارة العسكريّة واالنهيار التام لجيشــه في أوكرانيا. حينها، ســيُضطر إلى تنفيذ وعيده، وهو ما سيغيّر مسار الحرب في مستوياتها المحليّة واإلقليميّة والدوليّة. لكن اإلقدام على استعمال السالح النووي التكتيكي على المسرح األوكراني تواجهه عدة تحديات، أوّلها أن منطقة االستخدام يجب أن تكون من غير األقاليم األربعة التي ضمّتها روســيا. فإذا اســتُهدفت كييف، التي تُعتبر في الذاكرة الجماعيّة الروسية مدينة مجيدة لتصدّيها للنازية، فإن حســابات الرئيس بوتين ســتكون أكثر تعقيدا. هل يضمن اتجاه الرياح، وإلى أين ستأخذ االشعاعات النووية؟ هل قواته العسكريّة على المســرح األوكراني مُجهّزة لحرب نوويّة من عدّة وعتاد؟ هل يدرك طبيعة وحــدود الــرد الغربي؟ هل يضمن بقاء حلفائه اإلقليميين والدوليين إلى جانبه؟ وماذا عن الداخل الروسي، إلى أي حد يمكن أن يظل متماسكا وداعما للحرب؟ إذا فشلت تحوّل العملية العســكرية الخاصة إلى حرب اســتنزاف طويلة األمد: روســيا في تحقيق أهدافها تحت الفتة العمليّة العســكريّة الخاصّة، فطال أمدها وتحولت إلى حرب اســتنزاف لروســيا عسكريّا واقتصاديّا، فالمرجّح أن تتوالى الضغــوط علــى الرئيس بوتين بهــدف إحداث تغيير سياســي داخلي يطيح به شخصيا، على غرار ما حدث مع الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشيف. غير أن تنفيذ هذا الســيناريو لن يكون ســهال أو سلسا. فاألكيد أن الرئيس بوتين استعد لهذا االحتمــال جيدا، فصمّم نظاما مضادّا لالنقالبات يضمن بقاءه في كل األحوال. أما إذا حصل مثل هذا التغيير، فإن من سيخلف بوتين سيكون أضعف منه، وربما يميل إلى تســوية ما مع الغرب تنتهي برفع العقوبات على االقتصاد الروســي. ولكنّه لن يستطيع التنازل نهائيا عن أهداف الحرب األساسية طالما استمر إدراك الدولة الروسية بأن وجود الناتو على حدودها يمثّل تهديدا ألمنها القومي. بعد أن فقدت إدارة الرئيس الموقــف األميركي وتداعيــات االنتخابات النصفية: بايدن أغلبيتها في مجلس النواب لفائدة الجمهوريين في االنتخابات النصفية التي

21

Made with FlippingBook Online newsletter