التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

األمــد، تلعب فيه دور الضّامــن لألمن والرخاء والرفاه االقتصادي في المنطقة. غير أن المســألة التايوانية، بما تدفع إليه من تكثيف للنشاط العسكري األميركي في بحر الصين الجنوبي وفي المجال اإلندو- باسيفيكي عامة، ترى فيها الصين تهديدا لالســتقرار وعقبة تحول دون صعودها بالوتيرة التي تطمح إليها. لذلك، تظل مواجهة التهديد األميركي بتعزيز قدراتها الدفاعية، والضغط المســتمر على تايوان، شرطا للمضي في تحقيق أهدافها االستراتيجية. ويُعتبر تحالفها مع كوريا الشــمالية، بما تملكه من قدرات صاروخية متطورة، إحدى أدواتها المتعددة في هذا الصّراع. وفي سياق مد نفوذها خارج مجالها اإلقليمي المباشر، تستمر الصين في تطوير الذي يربطها بقارّتي أوروبا وإفريقيا ومنطقة " الحزام والطريق " مســارات مشروع الشرق األوسط، عبر آسيا الوسطى من ناحية، والمحيط الهندي من ناحية أخرى. وتطمح الصين من خالل هذه المبادرة إلى نحت مكانة متميزة على المســتوى الدولــي، لتصبح دولة محورية وحلقة مركزية في االقتصاد العالمي. كما تطمح إلى شــبكة أمان جماعيــة نظرا لما ينطوي عليه " الحزام والطريق " إلــى تحويل المشــروع من مصالح اقتصادية متشــابكة، ســيحرص الجميع على رعايتها بما يُســهم في تراجع الهيمنة األميركية، وتحريــر الصين من محاوالت محاصرتها وتهديد االستقرار من حولها، سواء من خالل دعم تايوان أو عبر استغالل بعض بؤر التوتر محل النزاع بين الصين وجيرانها. ، تنشط الصين ضمن مجموعة من التحالفات " الحزام والطريق " إلى جانب مبادرة والشراكات االستراتيجية الثنائية ومتعددة األطراف، سواء منها االقتصادية أو ذات الطابع األمني. وتلعب تلك التحالفات أدوارا متفاوتة في مواجهة جهود الواليات المتّحــدة الحتــواء الصين أو تطويقها أو إعاقة صعودها، كما يتبيّن بوضوح في االســتراتيجيات األميركية المتعاقبة. فقــد أكّدت رؤية إدارة الرئيس بايدن، التي ، على " التوجه االســتراتيجي المؤقت " بعنوان 2021 صدرت في شــهر مــارس الصين، وهو ما يعني زيادة " محاســبة " أولوية منطقة المحيط الهادئ، وضرورة ). بناء على ذلك، قرّرت الواليات المتّحدة تزويد 7 القيمة االستراتيجية لتايوان ( ، وعزّزتها 2021 مليون دوالر في العام 850 تايباي بصفقة ســ ح بلغت قيمتها مليون دوالر، في خطوة تهدف منها 195 بصفقة إضافية بقيمة 2022 فــي العــام

30

Made with FlippingBook Online newsletter