التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

إقليمية، والســعي إلعادة التّوازن بين الشّرق والغرب؛ كونها، جميعها، تكتّالت مفتوحة على المســتقبل ومرشّــحة للتوسّــع في عضويتها وجغرافيتها ووظيفتها وقوتها، ما سيزيد من سيولة الوضع الراهن ويعمّق حالة ال ّلّيقين. لقد ضاعفت الحرب الروســية على أوكرانيا من أهمّية األحالف والتكتّالت بمختلف صيغها ونطاقاتها، وهي بصدد إعادة تشــكيلها على ضوء األخطار التي تزايدت بشــكل على أمن العالم واستقراره. 2022 الفت خالل العام . الناتو: المزيد من التوسّع على وقع الحرب الروسية على أوكارنيا 1 ، " عملية عســكرية خاصة " حين قرّرت روســيا غزو جارتها أوكرانيا تحت الفتة كان الناتو في خلفية ذلك القرار. وكان توسّــعه المطّرد، منذ تأسيســه في العام ، 2020 على يد تسع دول إلى أن بلغ عدد أعضائه ثالثين عضوا في العام 1949 مبعثــا لقلق دائم وســببا لمخاوف أمنية متصاعــدة. كانت تلك المخاوف، التي عبّــرت عنها موســكو بوضوح قبيل غزوها أوكرانيا، قــد تأكّدت قبل ذلك في ، حيــن ضم الناتو دول البلطيق الثالث، إســتونيا والتفيا وليثوانيا، 2000 العــام الواقعة على الحدود مع روسيا. سبقت هذه الخطوة خطوتان توسّعيتان كان لهما داللة عميقة على حجم االختالل المتزايد في توازن القوّة بين الشّرق والغرب. أوالهما، حين أصبحت ألمانيا بكاملها عضوا في الحلف بعد انهيار جدار برلين، ، وانهيار االتحاد السوفيتي بعد 1990 وتوحّد شطريها الشرقي والغربي في العام ، وهي التي كان 1999 ذلك مباشــرة. وثانيتهما، حين انضمّت بولنــدا في العام ، 1955 حلف وارسو، بقيادة االتحاد السوفيتي، قد تأسّس على أرضها في العام وسُمّي باسم عاصمتها. وقد أثبتت الحرب الرّاهنة أهمّية انضمام بولندا إلى الناتو من خالل الدور المحوري الذي تلعبه لفائدته كجسر عسكري ولوجستي حيوي لدعم أوكرانيا واستنزاف روسيا. الخطوة التوسّعية األهمّ، ربما في تاريخ الحلف، خاصة إذا نُظر إليها في سياق التّطورات الراهنة، هي التي حفّزتها الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي دفعت ك ُّل من فنلندا والسّويد لطلب العضوية. فهذا التوسّع ليس عدديا أو جغرافيا أو ديمغرافيا وحسب، بل هو بالتحديد ما كانت روسيا تسعى لدرئه من خالل غزو

38

Made with FlippingBook Online newsletter