التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

الناتو، الذي يسلّح ويدرّب ويموّل الجانب األوكراني، بينما تلجأ هي إلى دول من خارج حلفها األقرب، لطلب المساعدة العسكرية مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية. . مجموعة البريكس، أفق مستقبلي واعد 4 بين رباعي ما كان يُعرف باالقتصاديات 2009 تأسّست مجموعة البريكس في العام الصّاعدة: البرازيل وروسيا والهند والصين، ثم انضمت إليها جنوب إفريقيا في . وتُعــد هذه المجموعة، التي عقدت قمّتها الرابعة والعشــرين في 2010 العــام ، مقارِبة لمجموعة شــانغهاي من حيث ثقلها االقتصادي 2022 يونيو/ حزيران ترليون دوالر، ويمثل أكثر 30 والديمغرافي والجغرافي. فاقتصاد البريكس يتجاوز % من حجم الناتج المحلي الخام على مســتوى العالم. وعدد ســكّانها 30 من % من مجموع ســكّان العالم، وتغطّي مســاحة بلدانها أكثر من 40 يبلغ أكثر من ربع مساحة العالم. لم تلعب مجموعة البريكس دورا واضحا وال مؤثرا في ســياق الحرب الروسية على أوكرانيا، ولم توفّر مالذا حيويّا لالقتصاد الروســي المســتهدف بالعقوبات الغربية الصارمة التي يشتد وقعها ويتّسع نطاقها باستمرار. ثمة أسباب موضوعية تمنــع هذه الكتلة، في وضعها الحالــي، من لعب الدّور الذي يطمح إليه القادة الــروس، وهم يبشّــرون بإقامة نظــام عالمي عادل ومتعــدّد األقطاب. فأعضاء المجموعة اآلخرون، الذين تربطهم بالغرب مصالح اقتصادية كبرى، ال يرغبون في الوقوع تحت طائلة العقوبات التي شملت حليفهم الروسي في غياب بدائل واضحة. كما أن المجموعة تشقّها خالفات استراتيجية عميقة وتنافس جيوسياسي متصاعد، خاصة بين عضويها األثقل اقتصاديا وديمغرافيا، الصين والهند. يُضاف إلى ذلك، اختالف القيم وطبيعة األنظمة السياســية، بين ديمقراطية على نموذج الغرب الليبرالي تمثّلها كل من الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، ومركزية حزبية وشخصية تمثّلها الصين وروسيا. أهم التّحديات التي تواجه مجموعة البريكس وتمنعها من تحويل ثقلها االقتصادي إلى نفوذ سياسي، يكمن في التناقض وغياب االنسجام بين السّياسات الخارجية

42

Made with FlippingBook Online newsletter