التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

، يهدف " ناتو آسيويا " للهيمنة وتوسيع النّفوذ، فإن الصين ترى في هذا التحالف باألساس لمحاصرتها والحد من نفوذها اإلقليمي والرفع من كلفة صعودها كقوّة اقتصادية وعسكرية عالمية. على إجراء مناورات وتدريبات عســكرية " الكواد " منذ تأسيســه، دأب تحالف ثنائية وثالثية ورباعية، وبعضها شــمل دوال أخرى في المنطقة مثل ســنغافورة. ) التي جرت خالل شــهري يوليو/ RIMPAC ( " حافة الهادئ " وتُعتبر مناورات وخمســة من الدول اآلسيوية الواقعة " الكواد " ، وشــاركت فيها دول 2022 تموز على تخوم بحر الصين الجنوبي، أكبر مناورات بحرية على مستوى العالم. فقد وبعض حلفاء أميركا في أوروبا " الكواد " شاركت في هذه المناورات، إلى جانب وأميركا الّلّتينية، كُل من الفلبّين وماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة وبروناي. " الكواد " ورغم العدد المحدود ألعضائه، مقارنة بتجمّعات أخرى، يكتسي تحالف أهمّية اســتراتيجية كبرى، خاصة في سياق المخاطر األمنية التي خلقتها الحرب الروسية على أوكرانيا، وحالة األزمة والاليقين التي تهيمن على العالم. صحيح أن التّوتّر في بحر الصين ليس جديدا، ولكن الحرب في أوروبا، وضم روســيا ألراض أوكرانية بالقوة، دفعا بهذا التّوتّر إلى مســتويات غير مســبوقة وبعثتا إلى العالم برسائل متناقضة. فبحر الصين الجنوبي، الغني بالنّفط والغاز، والذي تمر % من حركة التجارة البحرية العالمية، ونحو ربع التّجارة 60 فــي مياهه أكثر من العالمية بشــكل عام، إلــى جانب ثلث المالحة الدولية، تحاول الصين بســط هيمنتها شبه الكاملة عليه. ولكن، تنازعها السّيادة عليه كُل من إندونيسيا وماليزيا عالقات " الكواد " وفيتنــام والفلبّيــن وبروناي. وهذه الدول كلّها تربطها بتحالف قويّة، وهي تشــارك في مناوراته غيــر البعيدة عن مناطق التّوتّر مع الصين. فإذا أضفنا إلى ذلك، المسألة التايوانية وما يحف بها من تعقيدات جيوسياسية، نفهم خطورة الرّسائل التي بعثت بها الحرب الروسية إلى هذه المنطقة. فالصين، القوة اإلقليمية المهيمنة، والتي تسعى الستعادة تايوان إلى سيادتها الكاملة، وفّرت لها الحرب الفرصة والحجّة والسابقة. والواليات المتحدة، التي تخوض مع حلفائها هزيمة " في الناتو حربا غير مباشــرة ضد عدوّها التاريخي في أوكرانيا لتلحق به ، ال تريد لعدوّها المســتقبلي أن يستغل انشغالها في أوروبا ليحقّق " اســتراتيجية

44

Made with FlippingBook Online newsletter