التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

العالميــة متعدّدة األوجه، اســتعادت التكتّالت واألحــ ف اإلقليمية والعالميّة أهمّيتها، بحثا عن توازن افتقده العالم منذ نهاية الحرب الباردة في بداية تسعينات القرن الماضي. فشهد حلف شمال األطلسي - الناتو حركية ونشاطا الفتين بعد في " بكونه 2019 أن كان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون قد وصفه في العام . فالحرب الروسية على أوكرانيا لم تكتف ببعث الحياة في " حالة موت إكلينيكي هذا الحلف، بل دفعته للمزيد من التوحّد والتوسّع واالقتراب أكثر من األراضي الروســية بضم محتمل لدولتين على غاية من األهمّية، هما فنلندا والسّويد. في المقابل، تبحث روســيا عن دعم سياســي واقتصادي وعســكري في عدد من التّكتّــ ت اإلقليميــة التي تنتمي إليها وتلعب فيهــا أدوارا قيادية أو مؤثّرة، مثل منظمة شــنغهاي ومعاهدة األمن الجماعي ومجموعة البريكس. وإذا كان الدّعم المقدّم لروســيا محدودا وغير كاف خالل السّــنة األولى للحرب، فإن الحركيّة التي تشهدها هذه التّكتّالت، والسّعي المستمر لتوسيعها وتعزيز قدراتها، تضفي عليها أهمّية كبيرة باعتبارها الصّورة المستقبلية لتوزّع موازين القوى العالمية على هو الصّيغة األقرب " الكُتلوي " الصّعيدين العسكري واالقتصادي. فهذا التشكيل واألكثر واقعية في سياق محاوالت تجديد بنية النّظام العالمي أو إعادة تشكيله، ليس من قبل روســيا وحســب، بل أيضا من قبل قوى دولية أخرى على رأسها الصين، التي تسعى الواليات المتحدة إلى احتوائها ومحاصرتها من خالل حشد التّكتّالت اإلقليمية الناشطة في المجال الهندو - باسيفيك، مثل تحالفي الرّباعي ). واألرجــح، أن تلعب األحالف AUKUS واألوكــوس ( " الكواد " – األمنــي والتّكتّالت اإلقليمية دورا متزايدا في إدارة الشؤون الدولية في السنوات القادمة، يتجاوز أدوار الدّول الكبرى منفردة، مهما كانت قوّتها وتأثيرها.

46

Made with FlippingBook Online newsletter