التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

في ســوق الطاقة خالل هذه الفترة الزمنية: االتّجاه األول، ارتفاع األسعار حتّى قبل الحرب الروســية على أوكرانيا نتيجة التخلّص التّدريجي لالقتصاد العالمي من الضّغوط الشّــديدة التي فرضها وباء كورونا. واالتّجاه الثّاني، ارتفاع جديد لألســعار بصورة أكبر ووتيرة أســرع نتيجة الحرب وما نجم عنها من عقوبات أميركيــة وأوروبية على صادرات النفط الروســية. وبما أن روســيا تحتل مركز الصّــدارة في ســوق الطاقة، تصبح تلــك العقوبات عامال أساســيا في ارتفاع األســعار. أمّا االتّجاه الثّالث، فهو عودة األســعار إلى مســتوى ما قبل الحرب . ولكن هــذه العودة ال تعني إطالقا انتهاء 2022 ســبتمبر/ أيلول 5 اعتبــارا من تأثيــر الحرب على األســعار، فتأثيرها ال يزال كبيــرا ولواله لما اضطرت دول إلى تقليص إنتاجها + أوبك وكانت اإلدارة األميركية السابقة قد مارست ضغوطا شديدة على البلدان النفطية ، وبفعل كورونا، انهارت أســعار الخام، 2020 بغيــة تخفيض اإلنتاج. ففي عام فانعكس الوضع بصورة سلبية على الصّناعة النفطية األميركية. ومع إدارة الرئيس بايدن، اســتمر الضّغط على دول الخليــج خاصّة، ولكن في االتجاه المعاكس، أي مــن أجل إلى زيادة اإلنتاج. يســتند الضغط هــذه المرّة على أمرين، أوّلهما مســتوى التضخّم في البلدان الصّناعية بسبب الحرب الروسية. فحسب المنظور األميركــي، يتعيّن علــى أوبك زيادة إنتاجها لكبح جماح هذا التضخّم. وثانيهما تصاعد أسعار النفط وما يعنيه من زيادة العوائد الروسية، وبالتّالي التخفيف من األعباء المالية للحرب في أوكرانيا وتقليص الخســائر االقتصادية المرتبطة بها. فالغرب يرى أن األسعار المتدنّية للنفط تجعل االقتصاد الروسي غير قادر على تحمّل تلك األعباء لفترة طويلة، وال يمكنه الصّمود أمام الخسائر الكلّية. فهناك مليون دوالر في 993 تقديرات تشير إلى أن كلفة العمليات العسكرية تبلغ نحو )، وهو مبلغ يفوق حجم الصّادرات النفطية الروســية. وحسب 2 اليوم الواحد ( تقديرات أخرى، تصل الخســائر الروســية التي تشمل عدد الضحايا والعقوبات مليار دوالر 20 الغربية والخســائر النفطية والمصروفات العسكرية المباشرة إلى ). وبغض النّظر عــن دقّة هذه التقديرات أو تلك، الثّابت أنّه كلّما 3 فــي اليوم ( ارتفعت أسعار النفط ازدادت قدرة روسيا على تحمّل الخسائر بما فيها النفقات العسكرية.

48

Made with FlippingBook Online newsletter