يخفّــف الّلجــوء إلى التّمويل الخارجي من حدّة هــذه األزمة مؤقّتا، إ ّل أنّه لن يقدم حال جذريا أو طويل المدى، بل سيســهم في مفاقمة المديونية الخارجية المرتفعــة أصال. فما تســعى إليه القاهرة من االقتــراض الخارجي على المدى القصير، هو توفير الخبز المدعوم وتحديث صوامع القمح ودعم استيراد كميات من الحبوب، إلى جانب الشّــروع في اســتصالح بعض األراضي لتوسيع نطاق .) 7 المساحات الزراعية ( أمّا اليمن، المصنّف من بين البلدان األقل نموًّا في العالم، فقد استورد في العام مليون دوالر. كما 174 ألف طن من القمح الروسي بمبلغ 796 ما قيمته 2020 ). ورغم 8 مليون دوالر ( 144 ألف طن من القمح األوكراني بمبلغ 708 استورد ارتفاع أسعار الحبوب في العالم بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، لم يجد اليمن بديال لوارداته من القمح الروسي واألوكراني. وقد أسهم هذا الوضع في %، ومعدّل ارتفاع أسعار المواد الغذائية 45 ارتفاع المعدّل العام للتضخّم البالغ ). وقد تســبّبت هذه األزمة في تدهور القدرة الشــرائية لليمنيين، 9 ( % 58 البالغ مليون 19 وتوســيع شــريحة الذين يعانون من الفقر المدقع ليصل عددهم إلى شخص، أي ما يعادل ثلثي عدد السّكّان. من جهة أخرى، ورغم اعتماد الدول الخليجية على روسيا وأوكرانيا في استيراد الحبوب، إال أن الحرب لم تشكّل بعد خطرا على أمنها الغذائي على غرار باقي الدول العربية، رغم أنها عموما تقع في منطقة غير صالحة للزّراعة، وتعاني من قلّة المياه وارتفاع درجة الحرارة. ويعود ذلك إلى عدّة أسباب منها: - تخصيص أغلب المنتجات الزّراعية المحلّية لالســتهالك وليس للتّصدير كما هي الحال في دول عربية أخرى. - شراء أو استئجار أراضي زراعية في دول أخرى واالستفادة من إنتاجها. فعلى مساحات واسعة من األراضي 2008 ســبيل المثال، اشترت السعودية منذ العام الزراعية في كل من السّودان والفلبّين وإثيوبيا لهذا الغرض. - ارتباط العمالت الخليجية بســعر ثابت مقابل الدّوالر، في حين تعتمد الدول العربيــة األخــرى على التعويم بصورة أو بأخرى. وهكذا، بمجرّد هبوط ســعر
52
Made with FlippingBook Online newsletter