غير المستدام للموارد الطبيعية، وتدهور األراضي والنّظم اإليكولوجية، والتوسّع الحضــري السّــريع، والتحــوّالت الديموغرافية، وغياب المســاواة االجتماعية واالقتصادية، وانتشــار األوبئة. فتقارير برنامج األمم المتّحدة للبيئة تشير إلى أن 3 متوسّــط درجات الحرارة العالمية آخذ في االرتفاع، ومن المتوقّع أن يتجاوز درجات مئوية مع نهاية هذا القرن. وسيتسبّب تركيز انبعاثات غازات االحتباس الحراري في الغالف الجوي في إحداث الفوضى في جميع أنحاء العالم، مهدّدا االقتصاد والصحّة والغذاء والحياة بشــكل عام. كما أن العالم مازال بعيدا عن تأميــن خفض ارتفاع درجــة الحرارة العالمية إلى ما دون درجتين مئويتين، كما وعدت اتّفاقية باريس، علما أن وقف أسوأ التأثيرات المناخية يتطلّب الحد من جيجا 30 درجة مئوية، وخفض االنبعاثات بمقدار 1 . 5 ارتفاع درجة الحرارة إلى .) 2 ( 2030 طن سنويًا بحلول عام التغير المناخي والعالم العربي: مضاعفة التهديدات وتسريع االضطاربات تصف األدبيات الخاصة باألمن القومي تغيّر المناخ بأنّه عامل مضاعف للتّهديد، أو مســرّع لعدم االســتقرار، ما يعني بشكل أساسي أن لديه القدرة على مفاقمة الدّوافــع األخرى النعــدام األمن في مجاالت حيوية كالمــاء والغذاء والطاقة. فالتّغيــرات المناخيــة قد ال تنشــئ تهديدات جديدة بالضّــرورة، إال أنّها تفاقم المشكالت القائمة أصالً، ال سيما في المناطق ذات المخاطر والهشاشة العالية كإفريقيــا وآســيا وأميركا الالتينية. فعدم المســاواة والتفاوتــات الناجمة عنها، والنزاعات بين األعراق والســ الت تتفاقم نتيجــة ندرة الموارد أو زيادة تواتر الكــوارث، كحالــة دارفور التي غالبا ما يجري تقديمها كمثال نموذجي للتفاعل المميــت بيــن العرقية والمناخ والحرب. وقد تفاقمت بذور التوتّر العرقي، التي زرعها االســتعمار في المنطقة، بفعل الظواهر المناخية المتطرّفة مثل الجفاف. إضافة إلى ذلك، فإن زيادة سخونة األرض يالئم انتشار بعض األمراض خارج .) 3 نظامها ووسطها البيئي كالمالريا وحمّى المستنقعات وغيرها ( ضمن هذا الســياق، تشــكّل منطقة الشّرق األوسط وشــمال إفريقيا واحدة من أكثــر مناطــق العالم عرضة لتغيّر المناخ وتأثيراته بعيدة المدى، ما ســيقود إلى
62
Made with FlippingBook Online newsletter