التي تتشــارك فيها البلدان تلك الموارد. ومن المرجّح أن تتفاقم الخالفات في العديد من المناطق الحدودية، خاصّة إذا كانت الحدود غير مرسّــمة أو تكتنفها مطالبات ومنافسة على الموارد. وعليه، فبلدان المنطقة التي تشترك في مورد مياه جوفية واحد، تواجه مخاطر أعلى للدخول في نزاعات عسكرية أو حروب مائية ). وتُعد األزمة المســتمرة بين مصر والسّودان وأثيوبيا، بسبب 5 في المســتقبل ( الفشل في التوصّل إلى تسوية بشأن سد النهضة، حالة نموذجية على هذا الصعيد. على صعيد آخر، يشير الباحثون إلى أن هناك أدلّة قوية تدعم الفرضية القائلة بأن النّدرة البيئية قد تتســبّب في حركات ســكّانية كبيرة محلّيا ودولياً. فعدد السّكّان المرشّــحين للهجرة والتّرحال داخل حدود أوطانهم بســبب التغيّرات المناخية مليون 19 ، منهم حوالي 2050 مليون نسمة بحلول العام 216 يصل إلى حوالي نسمة من منطقة شمال إفريقيا وحدها. ومن شأن هذه الحركة السّكّانية أن تزيد من خطر عدم االســتقرار وصراعات الهوية بيــن الجماعات. يضاف إلى خطر النّدرة البيئية، ارتفاع منســوب مياه البحر، وانخفاض مستوى المياه الجوفية، ما سيؤثّر في المستقبل على نمط عيش سكّان المناطق الساحلية الذين يعيشون على الزّراعة والصّناعات السّياحية، بسبب تعرض تلك المناطق، ال سيما في المغرب والجزائر وتونس ودلتا النّيل، ألخطار متزايدة. عالوة على ذلك، يُتوقّع أن تزداد الهجرة إلى شــمال إفريقيا، كوجهة ومنطقة عبور، بســبب آثار المناخ في منطقة .) 6 الساحل وإفريقيا جنوب الصحراء ( لهذه األسباب، تواجه معظم القطاعات االجتماعية واالقتصادية وخدمات النظام اإليكولوجي في المنطقة تحديات مقلقة، أســهمت في تعقيدها المخاطر البيئية وتغيّر المناخ السريع، حيث تتأثر صحّة اإلنسان ورفاهه بشكل مباشر، خاصّة في ظل المســتويات العالية لتلوّث الهواء ومخاطر الحرائق واالحتياجات المتزايدة من الطاقة وغيرها. جهود مكافحة التغير المناخي العربية وتحفيز التحوّل األخضر تُظهر نتائج الدورة الســابعة للباروميتر العربي أن مواطني الدّول العربية يقرّون بالتحدّيــات البيئية التي تواجه المنطقة ويشــعرون بالقلــق إزاءها. فالنّاس، عبر
64
Made with FlippingBook Online newsletter