2023 مخاطر التّهديد السّيبارني في الفضاء العربي خالل العام في سياق التطوّرات التكنولوجية المتسارعة واحتدام الصّراعات الجيوسياسية في ارتفاعا 2023 المنطقة العربية والشّرق األوسط بشكل عام، يُتوقّع أن يشهد العام كبيرا في عدد الهجمات واالختراقات السّيبرانية. وسواء أكانت دوافع المهاجمين سياسية أم اقتصادية، سيسعى القراصنة، أفرادا ومجموعات، إلى توظيف تقنيات أكثر تعقيداً، مع التوجه إلى التوطّن في فضاء الحوسبة السحابية لضمان تغييب هوية حضورهم وزيادة تأثير هجماتهم. وســيبقى الخطأ البشــري عنصرا مهمّا يستثمره القراصنة الختراق المواقع الحكومية ومواقع القطاع الخاص، خاصة مع وجود قراصنة داخل المؤسسات التي تستهدفها تلك الهجمات، بعضهم ينشطون ألسباب شخصية وبعضهم يمكن توظيفه من قبل جهات معادية أو منافسة. وتكاد 2023 آراء الخبراء والمتخصصين في مجال األمن السّيبراني تتّفق على أن العام سيشهد تهديدات وهجمات يفوق عددها وتتجاوز خطورتها بكثير ما حصل في . 2022 العام باإلضافة إلى عاملي الصّراع والتّنافس اإلقليمي في الشّــرق األوســط، يُتوقّع أن يزيد عدد الهجمات السّــيبرانية في هذه المنطقة بســبب الحرب الروســية على أوكرانيا، والرّكود االقتصادي العالمي، الذي بات يدق ناقوس الخطر في أوروبا والواليات المتّحدة األميركية بدرجة أولى. وعلى األغلب، ستمر دورة المشهد الجيوسياســي ـ السّــيبراني في منطقة الشّرق األوسط بجملة من التحوّالت كما ). فالمتوقّع أن يحصل تصعيد في عدد الهجمات 2 يتّضح من خالل الشّــكل ( يمنح هذا النّوع من التّهديد دورا جيوسياســيا متعاظما. ولمواجهة هذا التهديد ســترفع الدول العربية من موازناتها الخاصّة بالدفاع السّيبراني، وسيكون التّطبيع مع إســرائيل ســ حا ذا حدّين، يمنح البلدان المطبّعة نوعا من الحماية، ولكنّه فــي الوقــت ذاته، يعرّضها لتهديــدات الدول والقوى المناهضة لهذا المســار. وستُضاعف تأثيرات الحرب الروسية على أوكرانيا من نشاط الجيوش السّيبرانية في بيئة تشهد استقطابا سياسيا واقتصاديا متزايدا. هذه البيئة الجديدة، ستعزّز من دور الوكالء السّــيبرانيين وترفع من قيمة الخدمــات التي يقدّمونها للدّول التي تحتاجها، وربّما تُسهم في تغيير طبيعة التّحالفات في هذا الفضاء.
78
Made with FlippingBook Online newsletter