التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

أشــهر فقط، نتيجة تزايد االســتياء العام من تراجع قدرة الدّولة على 9 خالل تحقيق األمن واالستقرار ومكافحة الجماعات المسلّحة. وتشهد دول أخرى في سواحل خليج غينيا، مثل بنين وتوغو وساحل العاج، نشاطا متزايدا للجماعات المســلّحة. وفي الصّومال، تواصل حركة الشّــباب شــن هجمات مسلّحة رغم التحسّــن النّســبي للوضع األمني في البالد خالل السّــنوات األخيرة. وال تزال نيجيريا تُعد ثاني أكثر البلدان اإلفريقية تعرّضا لهجمات تنظيم الدّولة اإلسالمية وفروعه. وقد بدأت األعمال المســلّحة تنتشر نحو مناطق البالد الجنوبية، رغم ارتفاع مخصّصات ميزانية الدولة لمكافحة هذه الظاهرة. تؤكّد هذه التحدّيات التي تواجه الكثير من البلدان اإلفريقية، وتهدّد استقرارها، وتعوق تنميتها، الحاجة إليجاد اســتراتيجيات مختلفة لتحقيق السّالم في جميع أنحاء القارّة، وتعزيز آليات منع الصّراع وتنفيذ المبادرات المشتركة لدعم الحوار اإلنساني والسياسي. يُضــاف إلــى هذه التحدّيات تحدّي التغيّر المناخــي الذي ال يقل خطورة. وقد بدأت آثاره الســلبية تظهر في عدد متزايد من بلدان القارّة. فقد شــهدت أنحاء ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة، واتّساعا 2022 كثيرة في إفريقيا خالل العام لرقعة الجفاف، وتغيّرا في أنماط هطول األمطار، وزيادة في وتيرة تقلّب المناخ. % من إجمالي انبعاثات ثاني 3 حدث ذلك رغم أن إفريقيا ال تســاهم إال بنســبة % من ســكّان العالم. ويؤكد 17 أوكســيد الكربون العالمية، مع أنها تمثّل نحو الدّمار الواسع الذي رافق موجة الفيضانات لعدة أشهر، خطورة اآلثار االقتصادية واالجتماعية والبيئية لتغيّر المناخ وزيادة الظّواهر الجوية المتطرّفة على الشعوب اإلفريقية. فقد تأثّر عدد من مناطق شرق إفريقيا بشدّة باإلجهاد المائي وحاالت الجفاف، وتســبّب ذلك في تفاقم الصّراع واتّساع حركة النّزوح وتفجّر أزمة المجاعة في أن ارتفاع مستوى 2022 القرن اإلفريقي. وكشــفت دراســات صدرت في العام العالمي، وأن ذلك ​ سطح البحر على طول السواحل اإلفريقية أسرع من المتوسّط يُســهم في زيادة وتيرة وشــدّة الفيضانات السّاحلية واألعاصير المدارية والتعرية والملوحــة في األراضي المنخفضة، ويؤثّــر بالتالي على الزّراعة والبيئة والتنوّع

90

Made with FlippingBook Online newsletter