التجارة الحرّة القارّية، خاصّة بعد رفع تلك القيود، ال تزال بعض البلدان اإلفريقية متردّدة في االنخراط الفعلي في تنفيذ كامل بنودها. فمواءمة قواعد االســتثمار والمنافسة، التي تهدف إليها االتفاقية، من شأنها أن تعزّز الدّخل اإلقليمي بنسبة 18 مليار دوالر. ويُتوقّع أن يخلق ذلك ما يقرب من 571 %، بقيمة 9 تصل إلى مليــون وظيفة ذات رواتب أعلى وجودة أفضل. ويمكن للوظائف النّاتجة عنها، مليون شخص 50 ، أن تساعد حوالي 2035 إلى جانب نمو الدّخل بحلول العام على الخروج من دائرة الفقر المدقع. ويمكن لالتّفاقية أن تساعد أيضا على إبقاء العُمّال المهرة داخل القارّة والتخفيف من حركة النّزوح والهجرة التي توسّــعت ، وعلقت بلدان 2022 اشــتدّت مظاهر التّنافس الدولي على إفريقيا خالل العام القــارّة في األزمة التي فجّرتها حرب روســيا على وأوكرانيــا، رغم أن العديد مــن الــدّول اإلفريقية تتبنّى موقف الحياد وعدم االنحياز ألي طرف من أطراف الصّراع. أمّا بقية الدول، فبعضها نأى بنفســه عن انتقاد روسيا تقديرا لمصلحته، وبعضها اآلخر أعلن تأييده ألوكرانيا بسبب عالقاته الوثيقة مع الغرب. من ناحية أخرى، ال تزال محاربة اإلرهاب من القضايا الرّئيسية في منطقة الساحل. وبالرّغم من تشكيل قوّة مجموعة دول السّاحل الخمس (بوركينا فاسو وموريتانيا والنّيجر وتشاد ومالي) بهدف مكافحة اإلرهاب، إال أن تلك القوّة واجهت إخفاقات كثيرة بســبب صعوبة الحصول على التّمويل الكافي، وعالقة قادة االنقالب في مالي بفرنسا، التي قلّصت من وجودها العسكري هناك. وفي ســط إفريقيا ومنطقة الســاحل، تنامى النّفوذ الروســي في مواجهة النّفوذ الفرنســي. فروســيا تحظى بتأييد عدد من دول القارة، ليــس فقط ألنّها قدّمت الدّعم العســكري والتّدريب لعدد من حركات التحرّر اإلفريقية زمن االستعمار، ولكن أيضا، ألن روســيا أصبحت في السّنوات األخيرة وجهة تلجأ إليها الدّول اإلفريقية لمعالجة أزماتها األمنية. وقد تجلّى التأييد اإلفريقي لروسيا في الجمعية 54 من أصل 17 ، حين امتنعت 2022 العامّــة لألمم المتّحدة في مــارس/ آذار بشكل خاصّ. 2022 في أوساط الشّباب خالل العام التنافس الدولي على إفريقيا: أطارفه ومظاهره وتداعياته
92
Made with FlippingBook Online newsletter