دولــة إفريقية عن التصويت لفائدة إدانة الحرب الروســية علــى أوكرانيا. وقد شــكّلت الكتلة اإلفريقية التي اختارت االمتناع، نصف عدد الدّول التي امتنعت عن التصويت على مستوى العالم. وكانت أوغندا قد أعلنت دعمها لروسيا في حربهــا على أوكرانيا، إضافة إلى زيمبابوي التــي تراجعت عالقاتها مع الغرب بشــكل الفت، وجنوب إفريقيا التي تربط بين حزبها الحاكم (المؤتمر الوطني) وروسيا عالقة طويلة األمد، تعود إلى حقبة النّضال ضد نظام الفصل العنصري. وقد بدأت روسيا، من جهتها، في تطبيق االستراتيجية، التي نفّذتها في جمهورية إفريقيا الوســطى ومالي، في دول إفريقية أخرى. وتقوم هذه االســتراتيجية على كسب معركة الرأي العام اإلفريقي من خالل إثارة المشاعر المعادية لالستعمار والغرب عموما. وفي سياق التّنافس الدولي، جاء االنقالب األخير في بوركينا فاسو. فأسبابه ال تنحصر في اســتياء المواطنين من سياســات المجلس العسكري االنتقالي الذي قاده بول سانداوغو داميبا، بل تعود كذلك إلى االنقسام داخل الجيش وضعف التكتيكات العسكرية لمواجهة الجماعات المسلّحة. في هذا اإلطار، وعد الزعيم الجديد لبوركينا فاســو، إبراهيم تراوري، بأنه ســيخوض المعركة الجديدة ضد اإلرهاب بشراكة غير فرنسية. ويرجّح أن تكون هذه الشراكة مع روسيا، ال سيما بعد رفع المواطنين أعالما روسية خالل المظاهرات المؤيّدة لترواري. وسيفسح هذا التوجّه المجال أمام روســيا لتوسيع دائرة نفوذها في البالد والمنطقة، رغم تحذيرات الواليات المتّحدة للمجلس العســكري الحاكم في بوركينا فاســو من مخاطر التّحالف مع موسكو. إلى جانب التّنافس الفرنسي الروسي، تعرف بعض البلدان اإلفريقية تقدّما ملحوظا للوجود التّركي. فقد اتّســع نطاق التّجارة العســكرية التركية، ويُتوقّع أن تلعب وغيرها من المعدّات العسكرية، دورا فاعال في " TB2 بيرقدار " المسيّرات التركية المعادالت األمنية في أنحاء متعدّدة من القارّة خالل السّنوات القادمة. ويالحَظ أن عددا متزايدا من الحكومات اإلفريقية بدأ يرفع من قيمة إنفاقه الدّفاعي على األســلحة التّركية، بعدما أثبتت أنها بديل موثوق لألســلحة القادمة من المصادر التقليدية. وتشــهد المبيعات الدّفاعية التّركية نموّا سريعا في إفريقيا، بالرغم من
93
Made with FlippingBook Online newsletter