%. ويأتي هذا 0 . 5 أن حصة أنقرة في سوق السّالح اإلفريقية ال تزال ضئيلة عند التوسّع لنفوذ تركيا العسكري واألمني في إفريقيا بعد أكثر من عقد على توسّع نفوذها االقتصادي والثقافي في القارّة. تعكس هذه التطوّرات تراجعا نســبيا في اهتمــام الواليات المتّحدة بإفريقيا في السّــنوات األخيرة، مقابل زيادة االهتمام الصيني والروســي بالقارّة. فالصين ال تزال تهتم بالتّمويل واالســتثمار في البنية التّحتية، بينما تتحوّل روســيا بالتّدريج إلى بديل فيما يتعلّق بالمساعدات والحلول األمنية. 15 و 13 وال يبــدو أن القمّة األميركية اإلفريقية التي اســتضافتها واشــنطن بين من القادة 50 ، وحضرها الرّئيس جو بايدن ونحو 2022 ديســمبر/ كانون األول األفارقة، ستعكس هذا االتجاه. ومن غير المتوقّع أن تتمكّن مخرجات القمّة من جسر الفجوة بين سقف التوقّعات المرتفع وما سيتحقّق من إنجازات على أرض الواقــع، خصوصا بعد انقطاع الواليــات المتّحدة عن التواصل مع إفريقيا لمدّة زادت على ثماني ســنوات. وقد اســتغل الرّئيس بايدن انعقاد هذه القمّة لتوجيه عدد من الرسائل، أوّلها إلى الكتلة الناخبة من أصول إفريقية، والتي تشكّل جزءا أساسيا من القاعدة االنتخابية لمرشّحي الحزب الديمقراطي. والرسالة الثانية إلى القوى الدولية المتنافسة على إفريقيا، مفادها أن أميركا تنظر بقلق كبير إلى النفوذ المتزايد لكل من الصين وروســيا، خصوصا وأن الصين باتت الشّريك التّجاري األكبــر للعديــد من الدّول اإلفريقية. فقد بلغ حجم التّجــارة الصينية مع القارّة مليار دوالر 64 مليــار دوالر مقارنة بـ 260 أكثر من 2021 اإلفريقيــة فــي العام فقط للواليات المتحدة. وتتمتع بيجين بنفوذ سياســي ودبلوماســي متزايد في إفريقيا، ال ســيما مع انعقاد القمّة الصينية اإلفريقية كل ثالث سنوات، باإلضافة الى اتّســاع نطاق المســاندة اإلفريقية للمواقف الصينية في العديد من المحافل الدولية. من جهتها، تستمر موسكو في دعم نفوذها في إفريقيا من خالل التّعاون العسكري وصادرات السّالح. وقد استضافت موسكو في أكتوبر/ تشرين األول قمّة روسية إفريقية في مدينة سوتشي، ومن المُقرّر أن تُعقد القمّة القادمة 2019 . 2023 خالل العام
94
Made with FlippingBook Online newsletter