العدد 13 – فبراير/شباط 2022

105 |

والتغيير الإيجابي، وفي ظل الأنظمة الاستبدادية والشمولية المعادية للعلم والكفاءة، تقع المسؤولية على كل فرد من أفراد المجتمع في الإسهام بقدر المستطاع في بناء الوعي وإرساء معالم النضج والرشد السياسي. يتطلب إصلاح النظم السياسية العربية والانتقال نحو جودة . المســتوى السياســي: 2 الحكم العملَ على بناء منظومة حكم مرتكزة على شــرعية المعرفة والكفاءة، وذلك من خلال الانتقال من النظام التسلطي إلى النظام الديمقراطي التشاركي، ومن منطق احتكار الســلطة إلى التداول على الســلطة، ومن الانتهازية الحزبية إلى التنافســية الحزبية والسياسية، ومن معارضة الواجهة إلى معارضة المساءلة والاقتراح (حكومة ظــل موازية)، ومن وضعية الراعي والرعية إلى وضعية المواطن والمســؤول، ومن دولة الأفراد إلى دولة القانون والمؤسســات. فبناء نموذجٍ فعالٍ للحكم الرشيد يقوم على مدى توافر الوعي السياســي والمجتمعي، وتجذر ثقافة المحاســبة والمراقبة، والتحســين المستمر وقيم الجودة والتنافســية السياسية، والحرية الفكرية والإعلامية وترشــيد السلطة وعقلنتها، بالانتقال من التمركز حول الشخص إلى استقلالية الأداء المؤسســاتي. فهذه المقومات تمثّل دعامة بنائية ومنطلقات تأسيســية لدولة القانون والكفاءة والتنمية، فالحكم الرشــيد كفلسفة للتفكير، وآلية للحكم والتسيير لا يمكن أن يؤتــي ثمــاره إلا في ظل بيئة ثقافية وحقوقية وسياســية تحترم الإنســان ومبادئ القانون وتحتكم لسلطان العلم والمعرفة. وفي هذا المستوى يجب التأسيس لمشروع مجتمع عملي . المســتوى المجتمعي: 3 وظيفــي نابض بالفاعلية والتغيير البنّاء، وذلك بالعمل على الانتقال من منطق الولاء والإذعان إلى منطق المســاءلة والحســبة، ومن ثقافة انتظار المخَلّصِ والشــخصية المحورية إلى ثقافة العمل الجماعي والاجتهاد والاعتماد على الذات، ومن المنطق القبلي العشائري إلى ثقافة المواطنة الصالحة والفاعلة، ومن منطق التكديس البشري إلــى منطق الجماعة الوظيفية والفاعليــة المجتمعية اعتمادًا على العمل الممنهج في الأداء والرؤية والهدف. وهنا لابد من إرساء أعراف ونظم جديدة للتنمية . المستوى القتصادي والإداري: 4 الاقتصادية والإدارية، والارتقاء بمستوى الخدمات وتطوير الأداء الإداري، والتحول الطاقوي وتنويع الموارد الاقتصادية وذلك بالعمل على الانتقال من الاقتصاد الريعي والاســتهلاكي إلى اقتصاد المعرفة والمؤسســات الناشــئة، والاستثمار في الطاقات

Made with FlippingBook Online newsletter