107 |
تســتهدف تغيير النمطيات المجتمعية الحاضنة للفســاد والمغذية لاستمرارية مظاهر الرداءة والرتابة في المســلك الاجتماعــي والثقافي، وذلك بالعمل على الانتقال من ثقافة التعميم والتعويم بين المصلح والمفســد إلى ثقافة المفاضلة والثواب والعقاب والتحفيز على أســاس التميز، ومن ثقافة المطالبة بالحقوق إلى المبادرة بالواجبات، ومــن ثقافة النقد بالقول إلى النقــد بالفعل (المبادرة والمبادأة)، ومن ثقافة الحضور للعمــل إلــى ثقافة إتقان العمل، ومن منطق الرعية إلى منطق المواطن، ومن التفكير الفردي الأناني إلى التفكير الجماعي وللصالح العام. إن عملية التغيير والبناء لابد أن ترتكز على الفلسفات الكبرى لتأسيس منظومة حكمية ومجتمعية رائدة، وأهم هذه الفلسفات: - تقدير أهل العلم حق قدرهم ورد الاعتبار لهم رسميّا ومجتمعيّا. - الاستثمار في الموارد البشرية والمعرفية باعتبارها الثروة الاستراتيجية للمجتمعات الإنسانية. - تطوير المنظومة التعليمية وإصلاح المدرســة والجامعة باعتبارهما مســتودع بناء المواطن الواعي والصالح. - إرساء قيم العدالة وسيادة القانون بآليات تمكينية عملية. - تثمين الطاقات الإبداعية والتفكير الإيجابي الخلاق. - تفعيل مبدأ المســاءلة والمحاســبة والمشــاركة وتمكين الكفاءات، لتحقيق فاعلية وجودة المؤسسات الدستورية والسياسية. خاتمة لقــد فرضت حيوية المجتمعات الحديثة، وانفتاحهــا الإعلامي والتواصلي في إطار البيئة المعولمة، على النظم السياســية الحديثة شــروطًا أساســية لاستمرارية فعاليتها وارتقائها إلى مطامح الشــعوب المعاصرة وتحديات المســتقبل، في ظل تغير نمطية المجتمعات وأذواقها وســلوكياتها وتنامي مســتوى الوعي بسرعة كبيرة؛ الأمر الذي يتطلب تغييرًا في الذهنيات القيادية والأطر التقليدية المتقادمة التي أصبحت تشــكّل عقبة كَأْدَاءَ في طريق التنمية والتطوير والبناء، وتحدّ من قدرة النظام السياسي، خاصة في الدول العربية، على الاســتجابة لتطلعــات الجماهير التواقة إلى الحرية وحقوق الإنســان وارتقاء المستوى المعيشي، وتحديث أســاليب الحياة العصرية في الإدارة والاقتصاد والخدمات وإدارة المجتمع.
Made with FlippingBook Online newsletter