41 |
مقدمة ، وفشلها في عملية بناء ذاتها، وإدراجها 2003 إن واقع تَصدّع الدولة العراقية بعد عام في مقدمة الدول الفاشلة، لصالح الجماعات اللادولتية المدعومة إقليميّا، فرض تحديّا هائً أمام التنمية في العراق ومســار بناء الدولة، وضيّق الخيارات أمام الناس، ولا يزال يفرض تحديات كبيرة، تُعقّد من عملية البناء وتقف حجر عثرة في طريق التنمية البشرية بمختلف مجالاتها. إن التصــدع الــذي فرضته تلك الجماعات طيلة الفتــرة الماضية على واقع الدولة، أفرز واقعين متضادين على الساحة العراقية (السياسية والاجتماعية): واقع الأحزاب والنخب السياسية الذائبة في العملية السياسية، التي تدافع عن الوضع القائم، وواقع النخب الاجتماعية والثقافية، التي أصبحت بحكم المعارضة السياسية للنظام السياسي القائم وطبيعة إدارته، تســتخدم مصطلح الدولة العميقة أو الموازية في وصفها لدور الجماعات المسلحة في إدارة الدولة العراقية ومؤسساتها. بذات الوقت، يشكّل هذا الواقــع حافــزًا لتحريك تلك النخب لبناء دولة، تتجاوز الإخفاق العام وســدّ الفراغ الثقافي والشلل الفكري للحياة الثقافية الذي تسببت فيه تلك الجماعات، من خلال مشــروع سياســي-وطني، وخلق فرص حقيقية أمام التنمية البشرية والاقتصادية في العراق. في هذا السياق، تحاول الدراسة أن تبيّن آليات تأثير الجماعات اللادولتية في التنمية، وبناء نموذجها السياسي والأيديولوجي في العراق وإشكاليته في بناء الدولة الحديثة في العراق، دون الخوض في مفاهيم التنمية وتفرعاتها. . اعتبا ارت منهجية 1 أ- إشكالية الد ارسة وفرضيتها تركز الدراســة علــى مقاربة الآليات التــي تعتمدها الجماعــات اللادولتية في بناء نموذجها، وهي تمثّل إشــكاليات حقيقية أمام ترســيخ مفهوم وقيم الدولة الحديثة، وتسهم في عرقلة التنمية بالعراق. وفي ضوء ذلك، فإن السؤال الإشكالي الذي تسعى الدراسة للإجابة عنه هو: ما الآليات والأدوات التي تمتلكها الجماعات اللادولتية في ؟ 2003 العراق لتهديد أو تقويض نموذج الدولة المدنية في العراق بعد عام
Made with FlippingBook Online newsletter