93 |
وإذا نظرنــا إلــى حال الأنظمة السياســية في أغلب البلدان العربيــة نلاحظ أنها ما زالت مكبّلة بمخلّفات الفكر الشــيوعي الشــمولي، والمنطق الأحادي الأوتوقراطي فــي الحكم، فالنخــب الحاكمة التي عاصرت مراحل الثورات التحريرية وتشــبعت بالثقافة الأحادية والفكر الاشــتراكي، من الصعب جدّا أن تؤمن بالقيم الديمقراطية، وتثق بوعي الشعوب، فضً عن أن تؤسس لممارسات سياسية راشدة، بل ترى في معايير الحكم الرشــيد تهديدًا وجوديّا لكيــان الدولة، فتُحْجِم عن إجراء إصلاحات صادقة تُســفر عن تمثيل حقيقي للإرادة الشــعبية وتمتين البناء المؤسساتي وترسيخ الآليات الديمقراطية في ممارســة الحكم والتداول عليه. وهذا المنطق الســائد في أغلب الأنظمة السياسية العربية يشكّل خطورة بالغة على المدى القريب والمتوسط، وقد يترتب عنه انهيار لكافة أشكال الدولة -لا النظام فحسب- على المدى البعيد، بسبب تماهي والتصاق مفهومَيْ الدولة والنظام في السياق العربي، وعدم وجود حدود فاصلة بينهما لانعدام ثقافة التداول والمحاسبة واستقلالية الأداء المؤسساتي والفصل الحقيقي بين الســلطات؛ مما يجعل ســقوط النظام هو سقوط للدولة بحدّ ذاتها كما حدث في عدة دول عربية خلال مسارات ثورات الربيع العربي، وهنا مكمن الخطر. على خلاف الدول الراســخة في التقاليد الديمقراطية والحوكمة، فإن ســقوط نظام ومجيء آخر هو حالة صحية في عُرْفِهَا السياسي، لرسوخ منطق المحاسبة السياسية، واستقلالية المؤسسات، وعدم احتكار السلطة والتحكم في مؤسسات الدولة وترويضها لتنساق وراء أهواء الحاكم المسيطر. يعتمد ترشيد الإدارة العامة وتأمين استمراريتها بدرجة عالية . البعد الإداري-التقني: 2 من الكفاءة والفاعلية على الاهتمام بالجهاز الإداري والأنظمة والقوانين المعمول بها، والتي تحكم سير العمليات الإدارية، للتأكد من مدى ملاءمتها وقدرتها على تحقيق أهدافها والتركيز على الجودة الشــاملة والمرونــة واتخاذ القرارات. وهذا لا يتحقق إلا بالإبداع والســعي المتصــل للاهتمام بالموظفين وإعدادهــم مهنيّا، وتنمية روح المســؤولية والولاء والانتماء، وبناء إطار لتنظيم شــؤون العاملين والموارد البشرية، ووضع سياســات ومســارات وظيفية ومهنية قادرة على الجذب والاحتفاظ والتطوير للأفراد المناســبين، وتحفيز طاقاتهم نحو تقديم الخدمات والمنتجات العامة بكفاءة .) 23 وفاعلية في الأداء( فالتنمية الإدارية تنطلق من الاستثمار في الموارد البشرية، وإصلاح النظرة الكلاسيكية
Made with FlippingBook Online newsletter