| 156
.) 73 فيما بعد( " مدرسة فرانكفورت " بات يُعرف الحقًا بمعهد البحث االجتماعي أو تستمد النظرية النقدية جذورها من النظريات النقدية في العلوم االجتماعية التي بدأت فــي ثالثينيات القرن العشــرين، والتي طالبت بإذابة الفــوارق بين طبقات المجتمع، وبحقوق المحرومين والمهمشــين في المعرفة والســلطة، والثورة والتحرر من ظلم الطبقــة الحاكمة، وســيطرة من يملكــون التكنولوجيا ورأس المــال. ويُعرَّف النقد بأنــه تطبيق القيم والمعايير للوصــول إلى أحكام؛ إذ يقوم الباحثون النقديون بإجراء ). واستخدمت مدرسة فرانكفورت، 74 دراساتهم لتحليل القيم ونقدها أو الحكم عليها( التي تُعد من أبرز المدارس النقدية، مصطلح النظرية النقدية لوصف اتجاهات الحياة االجتماعية، وقد أشار بعض باحثي االتصال إلى أن االتجاهات النقدية إما أن تكون مرتبطة بهذه المدرســة أو تطورت عنها، ويعود هذا الخلط للعالقة التاريخية الفريدة ). وتركز البحوث النقدية على األنظمة، أو 75 بين دراسات االتصال وهذه المدرسة( الســلطات السياســية واالجتماعية واالقتصادية، كقوى لقهر المواطنين، والتي تشمل دائمًــا االتصــال، ففي التطبيــق العملي ال يفصل المنظــرون النقديون االتصال عن ). فالغرض الرئيســي 76 العوامل األخرى في النظام العام لقوى القهر في المجتمع( للدراسات النقدية في االتصال هو تحديد المصادر التاريخية والسياسية واالقتصادية .) 77 للسلطة التي تكمن في األيديولوجية( وفيمــا يتعلــق بالتداخل بين النظرية النقدية واإلعالم، فيرى روادها أن اإلعالم عبارة " نظرية تحليل الثقافة " عن ممارسة تتبع أيديولوجيا معينة، وانبثقت عن االتجاه النقدي من خالل تحليل نمط اســتخدام األفراد للوســائل اإلعالمية، والكشــف عن النتائج ). وقد بدأ إسهام المنظِّرين النقديين في 78 المترتبة عن استخدامها في الحياة اليومية( ) وهربرت Theodore Adorno دراسة االتصال الجماهيري، وأبرزهم تيودور أدورنو ( ) وإيريك فروم Walter Benjamin ) ووالتــر بنجامين ( Herbert Marcuse ماركــوز ( )، مــن خالل نقد وســائل اإلعالم التي حاولــت إعادة إنتاج الفنون Erik Fromm ( القديمة في أشكال ملخصة تنقص من قيمتها، ويرون أنها صرفت الناس عن البحث وشــراء المصــادر الحقيقية للثقافــة العالمية. كما قاموا بتحليــل المضامين الثقافية، وقدَّمــوا تحلي ًل حول طبيعة المضامين الهابطة بالمحتوى اإلعالمي الذي يُوزَّع على ،) 79 نطاق واسع وتشاهده جماهير عريضة ويكون مثيرًا الستياء النقاد بشكل مستمر(
Made with FlippingBook Online newsletter