في أي وقت من ليل أو نهار فثمة من يقدم لهم المساعدة. االتجار بالمأساة.. مساعدات بطعم السياسة! أتأمل وجوه المتطوعين، وأتســاءل مــا الذي يأتي بهؤالء ليقضوا أيامًا في ظروف قاسية ليقدموا مساعدات ألشخاص ال يعرفونهم؟! ال يتعلق األمر بتفتيش النيات وإنما فقط بقراءة ألسماء الجمعيات وشعاراتها. أول ما يَستقبل الالجئين في بوابة المعبر من الجانب البولندي علم إسرائيل مرفوعا على خيمة كبيرة عليها شعار الوكالة اليهودية. نعم هي ذاتها الوكالة التي كان لها دور كبير في استقطاب يهود العالم إلى أرض فلســطين قبل االحتالل. ما زالت تقوم بالدور نفســه للغايات ذاتها. إقناع في سياق حرب ديموغرافية ضد " أرض الميعاد " اليهود عبر العالم بالقدوم إلى الفلسطينيين تقول كل المؤشرات إن االنتصار فيها غير مضمون. يصعب العبور دون االنتباه للعلم اإلسرائيلي. فحجمه يقارب حجم علم بولندا ذاته في المعبر. فــي مدخــل الخيمــة وُضِعَت طاولة عريضــة رُصَّت عليها مــواد غذائية ومنشــورات بالعبرية واإلنجليزية، وداخلها وحواليها ما يقارب عشرة أشخاص، نساء ورجاال، يستقبلون الالجئين، ويقدمون لهم المساعدة ويتحدثون إلى بعضهم مطوال. ال يحتاج األمر إلى تخمين كبير. فاألمر يتعلق بمحاولة معلنة الســتغالل ظروف الحرب الستقطاب اليهود األوكرانيين لالنتقال إلى إسرائيل ليتحولوا بعد استقرارهم إلى مستوطنين يشيدون بيوتهم على أراضي الفلسطينيين. لكــن العرض ليــس مفتوحا لكل الالجئين؛ إذ يُشــترَط أن يكون الالجئ األوكراني له جد يهودي واحد على األقل، ومن تحقق فيه هذا الشــرط يرحب بــه وبكل أقاربه. يندرج ذلك ضمن أســس األيديولوجيــا الصهيونية والقانون اإلســرائيلي الذي يمنح ألي يهودي في العالم الحق في الهجرة إلى إســرائيل . " قانون العودة " بموجب لذلك بمجرد اندالع الحرب، وضعت الحكومة اإلســرائيلية بتنســيق مع ألف يهودي من أوكرانيا. 200 الستقدام أكثر من " خطة طوارئ " الوكالة اليهودية بعيد المنال. " حلما " بدا ذلك
120
Made with FlippingBook Online newsletter