في أوكرانيا، 2022 قبل أن يبدأ تاريخ الرابع والعشــرين من فبراير/شــباط وعند قرابة الحادية عشــرة لي ًل من الثالث والعشــرين من ذاك الشهر، بعيدًا في البرازيل، مع األخذ بالحسبان فارق التوقيت، كنت أجلس أشاهد نشرة األخبار ففوجئت كغيري بإعالن الرئيس الروســي فالديمير بوتين عملية عســكرية في أوكرانيا. تسمرت أمام الشاشة وبدأت أتابع التفاصيل وبيدي هاتفي أعيد تجميع ما توفر من معلومات كنا نمر عليها مرورا خالل أيام مضت عن تاريخ الصراع بين روسيا وأوكرانيا، تفاصيل لم نكن نلتفت إليها كثيرا حينما كانت التحذيرات تُطلق من كبار المسؤولين الغربيين عن حرب محتملة في ذاك البلد الجار لروسيا، غير المعروف كثيرا بالنسبة لنا. ثالثة أيام لم أطفئ فيها شاشة التلفزيون في منزلي وصدى صوت التغطية المســتمرة على شاشة الجزيرة مســتمر على مدار الساعة، شأني في ذلك شأن الماليين الذين كانوا كذلك يتابعون حدثًا سريعًا ما تحوّل إلى األهم على مستوى العالم، لما له من أبعاد وتأثيرات تطال مختلف المجاالت السياســية واألمنية، وصو ًل إلى مائدة كل بيت وال ســيما في الشــرق األوسط وإفريقيا، العتمادهم على الحبوب األوكرانية وكذلك في أوروبا العتمادها على الغاز الروسي. فــي اليــوم الرابع، وبعدما كنت أتابع عمــل زمالئي وبطوالتهم التي كنت أغبطهم عليها وأرســل إليهم دعواتي ورســائل الدعم في ظروف غير معهودة ومشهد غامض. تلقيــت اتصا ًل مــن مدير إدارة التخطيط والمكاتب الخارجية في الجزيرة، رائد فقيه، يسألني فيه عن استعدادي للتوجه إلى أوكرانيا للمشاركة في التغطية! ال أخفيكــم أننــي كنت أنتظر طلبًا كهذا منذ اللحظة األولى للحرب؛ فكل يتوق لتغطية أحداث كبرى كهذه دون إغفال " مهنة المخاطر " صحفي شــغوف بـ أهمية االستعداد الدائم ومراعاة إجراءات األمن والسالمة. بدون أي تردد أبديت اســتعدادي للسفر على أول طائرة متاحة، شاكرًا ثقة كبيرة وأمانة عظيمة حُمّلتها. الحدوديــة مع بولندا غربي " لفيف " الوجهــة األولــى للمهمة كانت مدينة
87
Made with FlippingBook Online newsletter