أذكرها ليس لتســطير البطــوالتِ، فهذا هو األمر الطبيعــي والدور الالزم ألي صحفي حريص على أداء مهمته يمكن أن يكون مكاني، وإنما للتأكيد على مدى فاعلية الهاتف النقال، وصحافة الموبايل في تغطية أحداث كبرى عند الحاجة... وصلت أوال إلى الموقع المستهدف، وعرفته مباشرة لكونه قد استهدف سابقا.. الموقع يحتوي على شــركات طيران ومصانع دفاعات عســكرية، وهو تماما ما ذكرته مباشــرة على الهواء بعدما خرجنا أكثر من ســاعة على الهواء عبر الهاتف فقط، بصورة الحدث وصوتي للتعليق على ما نشاهده، إلى أن وصل المصور، لنكمــل التغطية من المكان.. فالحدث له رمزيــة كبيرة في مكانه وتوقيته. أثناء تغطيتنا وصل أحد المسؤولين إلى الموقع، وسمح للصحفيين بمرافقته دقائق نحو مكان االستهداف، حيث أشار إلى مبنى سكني أصابه أحد الصواريخ فأحدث فيه دمارًا كبيرًا، تبعتهم وأنا أدقق في المنطقة جيدًا وإذ بي أجد المبنى الســكني قد أصيب بالفعل، إال أن مقابله تمامًا مصنع للدفاعات العسكرية قد استهدف أيضًا بصاروخ وتتصاعد منه أعمدة الدخان، بعدما صور الصحفيون المبنى الســكني، فرضت السلطات عليهم الخروج سريعًا، وكنت على الهواء مباشرةً، توجهت إلى المســؤول على الهواء وســألته عن القصف، ودالالته، وحينما أشار إلى المبنى السكني على أنه المستهدف فقط، ما كان منّي إال أن أشرت له إلى المبنى اآلخر العســكري وأنا على الهواء، حتى وإن كان ذلك قد يكلّفني كثيرًا، إال أنني لم ، " ال يهم " أستطيع أن أترك األمور تسير باتجاه واحد فقط، وقد أجابني بأن ذلك فاألهم هم المدنيون في رأيه، لكن المفاجأة كانت بسؤاله عن اسم القناة بعدها ، ثم بعد الهواء عرفني بنفســه، وكان مستشارًا لوزير " ســوبر " وحين أجبته، رد بـ الشؤون الداخلية، وعبّر بإيجابية عن مهنية المقابلة في ظرف كهذا. قصص كثيرة اســتعرضناها في كييف، مركز صنع القرار، ومســرح أحداث كبرى جرت خالل فترة ما قبل انســحاب القوات الروســية من محيطها، أبرزها المختصة بطائرات الدرونز، التي ساهمت في " بوغاتي " كان تنفيذ تقرير مع وحدة رصد آليات القوات الروسية ومواقعها وتقديم المعلومات للمدفعية الستهدافها! ورغم ما اكتنف عملها من سرية، فقد كشفنا عن جانب من عمل القائمين على هذه الوحدة وآلياتهم، وتتبعنا اللقطات التي حصلنا عليها منهم لمواقع القصف واآلليات العســكرية، إلى أن وصلنا إلى الدبابات والمواقع التي ظهرت بالصور
93
Made with FlippingBook Online newsletter