إلى الجنوب األوكارني كنت أقترب من إتمام شــهري الثالث في تغطية الحرب األوكرانية بشــكل متواصــل، وكان كلّما قرر زميل المغادرة، يُطلب مني التوجه إلى منطقته ألقوم مقامه، ورغم ما يبدو في األمر من مشقّة فإنني كنت أنظر إلى كل منطقة جديدة نتوجــه إليها، على أنها فرصة جديدة إلبراز جوانب أخرى من قصص الحرب، والجنوب األوكراني؛ تلك المدينة الشهيرة " أوديســا " وكانت الوجهة هذه المرّة ، التي كانت تشهد جبهة مختلفةً.. كان هناك صراع على " جوهرة البحر األسود " بـ البحر، ومعركة سياســية اقتصادية إضافية ترتبــط بالحبوب المتوقفة في موانئها المعطلــة منذ بداية الحرب، ومدى تأثير اســتمرار هذه الحالة على العالم، وال سيما مع خشية وقوع أزمة غذاء عالمية. سريعا بدأنا العمل على التوجه إلى أحد حقول زراعة القمح، للتعرف على واقع زراعة أهم أنواع الحبوب بالنســبة إلى العالم الذي كان يعتمد أيما اعتماد على أوكرانيا للحصول عليه، وبالفعل تمكنا من اســتعراض القصّة من مختلف جوانبهــا في حقول القمــح، والصوامع، والموانئ.. إال أن المفارقة كانت دوي صفــارات اإلنــذار أثناء تصويرنا خاتمة التقرير.. وهو مــا دفعنا لتصويرها أثناء تلك األصوات واإلشارة إليها، وكأنها كانت تشير إلى صدى الحرب على هذه القضية الحساسة بالنسبة للعالم. ، فكانت المعارك قد اشتدّت كما اشتد " ميكواليف " أما في المقاطعة القريبة، القصف على المدينة ومحيطها، في محاولة من القوات الروسية للتقدم نحوها، إال أن القــوات األوكرانية كانــت قد وضعت ثقلها في المقاطعة، وعملت على بناء خنادق محصّنة تحميها من القصف، وتحاول عبرها منع محاوالت التقدم. صممت على التوجه إلى تلك الخنادق على الخطوط األمامية، الستعراض واقع الحيــاة فيها، وهو مــا جرى بالفعل.. اصطحبنا الجنود إلى أقرب الخنادق على الجبهة الشــرقية وكان القصف عنيفا على محيطها، وهناك تعرفنا على تفاصيل حيــاة الخنادق، وصادفنا جوانب لم نكــن نتوقعها، كحصول الجنود على ثمار من مناحلهم، وهو ما " العســل " محاصيل المزارعين في المناطق القريبة، حتى استعرضناه في القصة، باإلضافة إلى رسوم أطفال فوجئت بوجودها داخل فرق
95
Made with FlippingBook Online newsletter