البيروقراطية الإدارية وآليات التدبير السياسي في اليابان

الدّيْــن، وعندمــا تباطأ الاقتصاد على أثرها تغيرت عملية التفاوض السياســي لأنه لم يعــد هناك الفائــض الذي يلبي جميع المصالح، والحــزب الديمقراطي الحر لم يعد يتوخى المهنية؛ لأن هناك من ســيفقد دعــم جماعات المصالح، وفي هذه البيئة أخذ البيروقراطيون مسارًا حذرًا من خلال تجنب القرارات السياسية المثيرة للجدل، وترك الحالات الصعبة للسياســيين ومن ثم تحول وزن اتخاذ السياســات من البيروقراطيين ، فبرزت الميول المصلحية لقيادات الفصائل في محاولات التوفيق بين ((( إلى الحزب المصالح المتداخلة التي تتجاوز عدة وزارات، ففي الثمانينات من القرن المنصرم أدى القسم المسؤول عن البريد في مجلس بحوث شؤون السياسات دورًا بارزًا في حماية وزارة البريــد والاتصالات من محــاولات وزارة المالية للتقليص عندما حاولت إنهاء نظــام الودائع البريدية المتعددة، وقد دعمــت فصائل الزراعة وزارة الزراعة والغابات بما يتعلق بحماية المنتج المحلي ضد منتجات الحرير الأجنبية الواردة؛ إذ كان المنتج الأجنبــي أرخــص وأرادت وزارة التجارة والصناعة دعــم زبائنها من صغار المنتجين . وعلى الرغم ((( للحرير وتجنبت بذلك وزارة المالية نزاعًا تجاريّا ربما يضر بالصناعة من هذه المكانة لأعضاء الحزب إلا أن تَعقّد وانتشار القضايا التي تتعامل معها الحكومة بدرجة واســعة في اليابان جعلهم لا يســتغنون عن دور البيروقراطية، مع ذلك، فإن هــذا التشــابك في العلاقات يجعل من الصعوبة التمييــز بين الحالات التي أُقِرّت بها تفضيلات البيروقراطيين لسياســة معينة أو تلك التي يتم فيها استبعاد بعض الخيارات بســبب المصالح المشتركة بين البيروقراطيين والحزب من جهة والفصائل وجماعات المصالح من جهة أخرى. لقد كانت الفصائل تحاول استعمال نفوذها لتعديل أو إلغاء سياسة معينة من تلك التي تقدمها البيروقراطية ويفعلون ذلك عادة، لأنهم يمثلون أو يتصرفون نيابة عن جماعات المصالح وعلى سبيل المثال كان أربعة من قادة الفصائل جهة من مجموعات 21 المتخصصــون بالعمــل الاجتماعي لديهم اتصالات وثيقة مع ، هذه الشبكة الواسعة من الاتصالات جعلت السلطة تدار من ثلاثي الحكم: ((( المصالح البيروقراطية ومحافظي الحزب الديمقراطي الحر وجماعات المصالح. وهو ما يسمى Ibid. (((

Wright, Japan's Fiscal crisis, 197. (((

Wright, Japan's Fiscal crisis, 197. (((

109

Made with FlippingBook Online newsletter