البيروقراطية الإدارية وآليات التدبير السياسي في اليابان

- أن البيروقراطية لها جذور عميقة في النظام السياسي الياباني تعود إلى عهد توكوغاوا عام ، وأنه قد تصاعد دورها مع إصلاحات ميجي وتمت استعارة تجربة ألمانيا وفرنسا 1603 في التنظيم الإداري، وتمثلت البيروقراطية برجال الساموراي الذين قاموا بثورة الإصلاح التي شهدت بداية تأسيس الدولة بمعناها الحديث، وكانوا هم الذين يقودون السياسات التي تمثل إرادة الإمبراطور، وقد سمح هذا السياق التاريخي للمؤسسات البيروقراطية بأن تسبق المؤسسات السياسية، مثل: الدايتوالأحزاب، وفيحقبة الاحتلال الأميركي، ، وما بعدها استمرت نفس البيروقراطية وخصائصها بل هيمنت هيمنة كاملة 1945 عام على السياسة في ظل غياب الإمبراطور الذي أصبح منصبًا شرفيًا وغياب الأحزاب السياسية؛ بسببسياسات التطهير التي مارستها سلطات الاحتلال. - أن البيروقراطية في اليابان مجموعة متماسكة وتقوم على علاقات التعاون، وما يحقق هذا التضامن هو وحدتهم التنظيمية في الحياة الوظيفية وعراقة التقاليد المؤسسية مما رسخ شعور النخبوي، وأنها تمتلك مصالحها الخاصة التي ارتبطت بمؤسساتها جعلها تتصرف كجماعة واحدة تجاه الجماعات الأخرى في السلطة. - أن القيم التقليدية التي تتسم بها اليابان لعبت دورًا فاعً في دعم البيروقراطية ومكنتها من ممارسة الدور الأبوي تجاه المجتمع وتجاه الأطراف الأخرى في السلطة من خلال مجموعة قيم، منها: سمو الدولة والتدرج الهرمي وقدسية الإمبراطور وتبجيل التنظيم، ومجموعات الزواج والجامعة والمدرسة وغيرها، وهذه القيم ترسخت داخل المؤسسات وفي الأعمال الإدارية والسياسية، وأخذت طابعًا مؤسساتيًا بحيث زودت البيروقراطية بكل وسائل التأثير. - أن قيادة البيروقراطية لعملية التنمية والسيطرة على كل مفاصل الدولة التنظيمية منذ نشوء الدولة الحديثة في اليابان وامتلاكها للتقنياتوالمعلومات اللازمة جعلها تهيمن على صنع السياسات إلى نهاية القرن العشرين، ومكنها من أن تكون نخبة بديلة عن السياسيين في ممارسة السلطة في ظل ضعف الأخيرة وحالة الأزمات أو الانشقاقات التي تعانيها الأحزاب. - أن دور البيروقراطية في اليابان يزداد تأثيرًا في ظل نظام الحزب الواحد المهيمن وتساعدها حالة الاستقرار في السياسات مما يسهم في الاتفاق على المصالح الخاصة مع المصالح العامة، ويزداد دور البيروقراطية في ظل حكومة الائتلافات الحزبية إذ لا يستطيع حزب معين فرض سياسته في ظل الانشقاقات بينها؛ لذا تضطر الأحزاب لتسيير السياسات الرئيسة للمصلحة العامة وهي وجهة نظر المؤسسات الرسمية التي تقودها البيروقراطية.

164

Made with FlippingBook Online newsletter