البيروقراطية الإدارية وآليات التدبير السياسي في اليابان

- أن محاولات متعددة قد جرت للإصلاح الإداري وكانت تستهدف استقلالية الوزارات وهيمنة البيروقراطية في القطاعات التي تديرها وفي كل هذه المحاولات تمت الاستعانة بمجالساستشارية محاولة أن تأخذ زمام الأمور في التخطيط وفرضالسياسات، وكذلك محاولات تقوية منصب الأمين العام لمجلس الوزراء بتعيين بيروقراطي غير منتخب في هذا المنصب الرفيع، وتوضح هذه المحاولات أن الغالب هو استبدال البيروقراطية بالبيروقراطية. - أن سلسلة الإصلاحات التي بدأت في عهد جونتشيرو كويزومي وقرارات الحزب ، الحالية أسهمتفي تحويل 2019 الديمقراطي الياباني وصوً إلى حكومة شينزو آبي، عام دور البيروقراطية في الوزارات من الهيمنة على السياسات إلى المشاركة في تحقيق سياسات الإصلاح؛ إذ رأى الحزب الديمقراطي الحر عدم جدوى الإصلاحات في ظل غياب البيروقراطية، فعملية الإصلاح في اليابان تأخذ بعدًا ثقافيًا وتحشيد جميع الطاقات لذا يجب أن يشعر موظفو الخدمة المدنية بأن هذه الإصلاحات لا تستهدفهم بل بغية تجاوز حالة الأزمة التي تمر بها اليابان، وإعادة هيكلة علاقات السلطة بما يخدم تطورات البيئة الاقتصادية وهو ما دَعَمَ التعاون بين البيروقراطيين والسياسيين في ظل جو من الاتفاق حول المصلحة العامة، ولكن من خلال النظرة المتفحصة في عملية الإصلاح الإداري الحالية نلاحظ استقطاب الموظفينفي الوزارات إلى مجلس الوزراء لتجاوز حالة القطاعية ومحاولة تحقيق الإجماع، وأثبتت التجارب السابقة نجاح اليابان في تجاوز الأزمات نتيجة الروح الجماعية. - أخيرًا، فإن دور البيروقراطية سيستمر تأثيره في اليابان لأسباب ثقافية واجتماعية لهذا البلد الذي يتمسك بالقيم والتقاليد، وطبيعة تكوين الدولة، وكذلكطبيعة البيئة الجغرافية وما تحمله من كوارثطبيعية تستلزم أن تبقى القطاعات العامة للدولة فاعلة لتجاوز الزلازل وإعادة البنية التحتية وغيرها من متطلبات. كما أن نوع الليبرالية السائدة في اليابان يقوم على الجماعية وهو ما يستلزم هذه الصلة التشاركية بين البيروقراطيين والسياسيين والتواصل الدائم بينهما.

166

Made with FlippingBook Online newsletter